responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 314

وكلُّ العقائد الحقّة تحتاج في استقرارها إلى أجواءٍ نفسية وروحيّة غير طاردة، وتلوّثُ جوِّ النفس بالذنوب والآثام لا يناسبها.

ومن طغيان حبّ الدنيا على النفس وتعلّقها بها، وحاكمية الشهوات أن تطلب الدّنيا بالآخرة في الكلمة والموقف، وحتى من مثل صلاتها وحجّها وخمسها وزكاتها وجهادها، حتى إذا فقدت هذه الأمور العبادية ما كان لها من مردود دنيوي، تمّ التخلّي عنها وإسقاطها.

أمّا أصحاب القدم الثابت في الإيمان بالله واليوم الآخر فيظلُّ خيارهم الآخرة وإن تهدّدهم الموت في سبيل الله، وزحفت إليهم المنيّة جادّة لسلوك هذا السبيل، واجتمعت عليهم كلمة الأذى من الناس كلّ الناس" [1].

المطلب الثاني: الإقبال على المعاد

قال تعالى:" (مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ) [2]، وقد يعمل الإنسان عمل الآخرة وهو يريد الدّنيا، وقد يعمر الدُّنيا ولكن بإرادة الآخرة.

ولمّا جاء الإسلام كثرت بركات الدّنيا وغزر خيرها بفضل الله سبحانه، وبما بذل الرّسول صلي الله عليه وآله من جهود، وأخذ به من سياسة حكيمة عادلة، ولم يكن يريد من إعمار الدّنيا إلّا الآخرة، وأن يتّخذها الناس وسيلة لها، ولقد كان صلي الله عليه وآله الزاهدَ فيها، العازف عنها، المستعلي على زخارفها وزينتها.

وما من مريد للآخرة إلا ويستوفي نصيبه المكتوب له من الدنيا، وما من مريد للدنيا يستوفي منها أكثر من حاجته إلّا وأضرّه ما أخذ.

وماذا يحتاج الإنسان من هذه الدُّنيا حتّى يبلُغ أجله أكثر من نَفَسٍ يتنفسه، ولقمة يطعمها، وشربة يستسيغها، وثوب يستره، وجدار يكنُّه، وراحلة تقطع به ما


[1]. خطبة الجمعة (405) 15 جمادى الأولى 1431 ه-- 30 أبريل 2010 م.

[2]. آل عمران: 152.

نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 314
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست