responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 317

وراء التكذيب بيوم الدِّين نفسية غير سليمة، نفسية ملوّثة، معتدية، آثمة، حجبها عن الحق تراكمُ الموبقات، وثقَّل عليها أن تستجيب لعقيدة الآخرة التي لا تنسجم والاستغراق في شهوات الدنيا، ومتع المادّة بلا حدود، وأن تكون المادّة كلّ هدفها وهمّها، ومركز تفكيرها وشعورها، وأن تكون مستقطَبة لها تمام الاستقطاب.

فمن أراد أن تتسع نفسه للإيمان باليوم الآخر فليخفِّف من هذا الارتماء على المادة، والولع بها، والذوبان فيها، والانسحار بها، والخلوص الكامل لها.

2. الإنسان الأرضي والناحية الفكرية: (وَ قالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَ نَحْيا وَ ما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ وَ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) [1]. يستحيل على من يتبنى نفي الآخرة أن ينطلق في هذا الموقف من علم أو مقدّمة علمية، وإنما هو الظنّ القاصر البعيد عن معطيات العقل، وحقائق الاستقراء التي يقدّمها هذا الكون وظاهرة الموت والحياة فيه، ولا يلتقي معه النظر الموضوعي الدقيق، إنه الظنّ السّاقط من منطلق نفسي موبوء خسيس، لا يصحّ أن تُبنى عليه الحياة، ولا يواجه به حكم العقل بالاحتياط حتى لمن ابتُلي بالتردّد لمرضه في أمرٍ عظيم، يمثل أخطر الأمور.

والآية الكريمة تطرح على لسان أصحاب هذه العقلية المغلقة، قضية نفي المعاد بوصف أنها جازمة؛ فتقول: (وَ قالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَ نَحْيا وَ ما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ) [2]، فتعبيرهم تعبير حاصر للحياة في الحياة الدنيا ولا غير [3]، وهذا الجزم المخالف للنظر العلمي عين الجهل، وهو أبشع صورة من صوره.


[1]. الجاثية: 24.

[2]. الجاثية: 24.

[3]. وهذا الحصر يمثل حالة جزم نفسي قاطع. «منه حفظه الله»

نام کتاب : معرفة العقيدة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست