وإنّ خبر الإيلاد قد انحصر في كتابَيِ الشيخ الطوسيّ : «الخلاف» و«التهذيب» ، ولم يُلحَظ في كتب الصدوق ولا الكليني ولا غيرهما من المحدّثين ، وهو لم يكن معتمداً عندنا ، وفيه علل كثيرة منها موافقته للعامّة ووجوده في كتبهم وقد وقفت على كلام الصادق  بقوله : ما سمعت منّي يشبه قول الناس فيه التقيّة ، وما سمعت منّي لا يشبه قول الناس فلا تقيّة فيه [774] .

كما هو مخالف لما هو مرويٌّ عندنا ، وأنّ مستند أخبار صلاة الجنائز مأخوذٌ من رواية ابن بُكَير وعمّار الساباطيّ والحلبيّ لا مِمّا حكاه الشيخ في «الخلاف» عن عمّار بن ياسر = عمّار بن أبي عمّار .

أمّا رواية القدّاح في الميراث فهي قد تكون صدرت من الإمام - أو نُقلت عنه - تقيّةً حسبما وضّحناه قبل قليل ، وهي متروكة أيضاً عند أعلامنا؛ لمجهوليّة جعفر بن محمّد القمّيّ عند المجلسيّ [775]، أو لضعف الرواية عند الأردبيليّ في «مجمع الفائدة والبرهان»[776] والمحقّق السبزواريّ في «كفاية الأحكام»[777] ولمخالفتها لبعض أُصول المذهب كما صرّح به الأردبيليّ في «مجمع الفائدة والبرهان» .

وعليه ، فقد تكون جملة «بنت عليّ» أو «بنت فاطمة» في تلك الأخبار هي من توضيحات الراوي الظنّيّة وإدراجاته ، وقد ذكرها تبرّعاً من عند نفسه .

[774]- التهذيب 8: 98 / ح 330.

[775]- ملاذ الأخيار 15: 382.

[776]- مجمع الفائدة والبرهان 11: 529، وفيه: ولكنّها ضعيفة مع مخالفتها للأصول.

[777]- كفاية الأحكام 2: 879، وفيه: والرواية ضعيفة، ولم يذكر الأصحاب احتمال القرعة هاهنا.