فــلماذا كان عــمر بن الخطّاب لا يرضى أن تلبس المرأة الجيّد من اللباس ، أو أن تكون من أهل النعم أو أن تلبس ما يسترها من العُري ؟!

بل ما هو المانع من أن تلبس الجيّد وتستقبل الضيوف من النساء بذلك اللباس الجيّد الذي كان من مهرها الخاصّ الحلال الخالص ، وليس من بيت مال المسلمين ؟

وإذا كانت المرأة لعبة وعورة ، وهي مما يجب حبسهنّ في البيوت ، فإنّ ذلك لا يجوز - للقائل به - دعوتُهنّ للخروج والأكل مع الأجنبيّ !

لقد جاء في «تاريخ الطبري» وغيره : إنَّ المسلمين وهبوا لعمر مغانم حصلوا عليها عند فتح فسا دار أبجُرد ، وكان بين المغانم سفطٌ فيه جوهر ، فبعثوها مع رجل ، فقدم على عمر فوجده يطعم الناس ومعه عصاه التي يزجر بها بعيره ، فقال له عمر : اجلس . فجلس حتّى إذا أكل القوم انصرف عمر ، فاتّبعه الرجل ، فظنّ عمر أنّ الرجل لم يشبع ، فلمّا انتهى عمر إلى باب داره قال للرجل : ادخل .

فلمّا جلس في البيت ، أُتي بغدائه - خبز وزيت وملح جريش - فوُضع، وقال [لأُمّ كلثوم] : ألا تخرجين يا هذه فتأكلين ؟

قالت : إنّي لأسمع حسّ رجل ، فقال : أجل .

فقالت : لو أردتُ أن أبرز للرجال اشتريتَ لي غير هذه الكسوة .

فقال : أوَما ترضين أن يقال : أُمّ كلثوم بنت عليّ وامرأة عمر ؟!

فقالت : ما أقلَّ غنى ذلك عنّي ! ثم قال للرجل : ادنُ ، فكُلْ فلو كانت