والانكى من
ذلك ان هذا الاتجاه كان يعتقد بأن النبي كغيره من الناس قد يغلب عليه النوم حتى
تطلع الشمس ، فقد اخرج ابن أبي عاصم (ت 287 هـ) في كتاب الآحاد والمثاني عن
يزيد بن صالح الرحبى ، حدثني ذو مخبر أنهم كانوا في سفر مع رسول الله (صلى
الله عليه وآله) ،
فانصرف النبي (صلى الله عليه وآله)فأسرع السير فتقطع
الناس وراءه ، فقال قائل : يا رسول الله تقطع الناس وراءك ، فجلس
حتى تكامل الناس إليه .
فقال رسول
الله (صلى
الله عليه وآله)
ـ أو قال قائلهم ـ : لو هجعت بنا هجعة ، أو قال النبي (صلى
الله عليه وآله) :
هل لكم بهجعة هجعة ؟ فوافق ذلك منهم فقالوا : نعم جعلنا الله عزوجل
فداك ، فنزل فنزلوا . فقال النبي (صلى الله
عليه وآله) :
من يكلؤنا الليلة ، فقال ذو مخبر : أنا يا رسول الله جعلني الله عزوجل
فداك ، فأعطاني ناقته فقال : هاك لا تكونا لكعا .
قال :
وأخذت بخطام الناقة فتنحيت غير بعيد ، فأنا أحترس وهما ترعيان ، فأخذني
النوم ، فلم أستيقظ حتى وجدت حر الشمس على وجهي ، فنظرت يمينا وشمالا
فإذا الراحلتان غير بعيد ، فقمت إليهما فأخذت بخطامهما ، فأتيت