للصحابة ، تساءل عن هذه المشاورة هل هي واجبة على رسول الله أم لا ؟! فقال : « واختلف
أصحابنا ، هل كانت المشاورة واجبة على رسول الله أم كانت سُنّة من حقّه كما في
حقّنا ؟ والصحيح عندهم وجوبها ، وهو المختار .
قال الله تعالى : وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ[37] ، والمختار الذي عليه جمهور الفقهاء ومحقّقو أهل الأُصول أنَّ الأمر
للوجوب ، وفيه أنّه ينبغي للمتشاورين أن يقـول كلٌّ منهم ما عنده ، ثمّ صاحبُ الأمر يفعل ما ظهرت له مصلحة ،
والله أعلم[38] .
l الثاني :
جاء تشريع
الأذان بعد منامات رآها بعض الصحابة :
* أخرج أبو داود
بإسناده عن أبي عمير بن أنس ،
عن عُمومة له مِن الأنصار ،
قال :
« اهتمّ النبيّ للصلاة كيف يجمع الناس لها ؛ فقيل : انصِبْ رايةً عند حضور الصلاة ، فإذا رأوها آذَنَ بعضُهم بعضاً ، فلم يعجبه ذلك ، فذُكِـر له القَـنْع ـ يعـني الشـبّور ، وقال ز ياد : شـبّور اليهـود ـ فلم يعجـبه ذلك ، وقال : هو مِن أمرِ اليهـود .
قال : فذُكِر له الناقوس ، فقال : هو مِن أمرِ النصارى .
فانصرف عبدالله بن
زيد وهو مهتمٌّ لهمِّ رسول الله ، فأُرِيَ الأذانَ في منامه ، فغدا على رسول الله
فأخبره ، فقال : يا رسول الله ! إنّي لَبينَ نائم ويقظان إذ أتاني آت فأراني الأذان .
قال :
وكان عمر بن الخطّاب قد رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يوماً . قال : ثمّ أخبر