بعد هجرة النبيّ
إلى المدينة ، وأنّ صلاته بمكّة إنّما كانت من غير نداء لها ولا إقامة » : « قال أبو
بكر ، في خبر عبدالله بن زيد : كان رسول الله حين
قَدِمَ المدينة إنّما يجتمع الناس إليه للصلاة بحين مواقيتها بغير دعوة »[31].
وهذا الرأي يشير إلى أن الأذان شُرّع بالمدينة وإن كانت الصلاة قد شُرّعت
بمكّة :
قال ابن المنذر : هو [0] كان يصلّي بغير أذان منذ فُرضت الصلاة بمكّة إلى أن هاجر إلى
المدينة وإلى أن وقع التشاور[32] .
لكن السيوطي في
الدرّ المنثور ـ ضمن تفسير قوله تعالى : وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ
دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحاً ـ روى
عن عائشة أنّها قالت : ما أرى هذه الآية نزلت إلّا في المؤذّنين[33]. وهذه الآية مكّيّة[34].
ثمّ علّق الحلبي في
سيرته على هذا بقوله : والأذان إنّما شُرّع في المدينة فهي ممّا تأخّر حكمه عن نزوله[35].
وقد سئل الحافظ السيوطي : هل ورد أن بلالاً أو غيره أذّن بمكّة قبل الهجرة ؟ فأجاب بقوله : ورد ذلك بأسانيد ضعيفة لا يُعتمد عليها ،
والمشهور الذي صحّحه أكثر العلماء ودلّت عليه الأحاديث الصحيحة أن الأذان شُرّع
بعد الهجرة وأنّه لم يؤذِّن قبلها لا بلال ولا غيرُه[36].
هذا ، وإن النووي بعد أن أتى بخبر ابن عمر الدالّ على مشاورة الرسول
[31] صحيح ابن خزيمة 1 : 190 كتاب
الصلاة باب الأذان والإقامة ح 365 -