وربّما تكون روايات
الأذان عند المذاهب الأربعة والاختلافات في فصوله وأعداده ،
راجعـة إلى اختـلاف عمل هـؤلاء الصـحابة في الأذان أو اختلاف النـقل عنهـم ، مضـافـاً إلى ما جـاء عن عبد الله
بن زيـد بن ثعلـبة بن عبد ربـه فيه .
فالاختلاف أمر
ملحوظ في الأحاديث ، وقد يُنقَل عن الصحابي الواحد نقلان متخالفان ؛ فالتكبيرتان والأربع في أوّل الأذان مثلاً ورد كلّ منهما عن عبدالله
بن زيد ، والتثويب وعدمه جاءا عن أبي محذورة ،
واختص خبر الترجيع[388] بأبي محذورة دون غيره من المؤذنين ،
فما سبب كلّ هذا الاختلاف والكل ينسب فعله إلى الصحابة ؟
« فمالك
والشافعي ذهبا إلى أنّ الأذان مثنى مثنى والإقامة مرّة مرّة ، إلّا أنّ الشافعيّ يقول في أوّل الأذان
( الله أكبر ) أربع مرات ويرويها
محفوظاً عن عبدالله بن زيد وأبي محذورة ، وهي زيادة مقبولة والعمل بها في مكّة ومن تبعهم من
أهل الحجاز .
لكن مالكاً وأصحابه
ذهبا إلى تثنية التكبير ، وقد رووا ذلك من وجوه صحاح من أذان أبي محذورة ومن أذان عبدالله بن زيد
وعليه عمل أهل المدينة من آل سعد القرظ »[389] .