واتفق مالك[390] والشافعي[391] على الترجيع في الأذان ، لكن الحنابلة[392] والأحناف[393] قالوا : لا ترجيع في الأذان ، وكلٌ استند فيما ذهب إليه إلى نقله عن بعض الصحابة !!
قال الأثرم : سمعت أبا عبدالله [ يعني أحمد بن حنبل ] يُسأَلُ : إلى أيّ الأذان يذهب ؟ قال : إلى أذان بلال
قيل لأبي عبدالله : أليس حديث أبي محذورة بعد حديث عبدالله بن زيد ؛ لأنّ حديث أبي محذورة بعد فتح مكّة ؟
فقال : أليس قد رجع النـبيّ إلى المدينـة فأقرّ بلالاً على أذان عبد الله بن زيد[394] .
بلى ،
إنّ فِعل الصحابي كان هو الحجة رغم الاختلافات ، لكن لنا أنّ نتساءل عن هذا الاختلاف هل
أنّه حصل بالفعل في زمن الصحابي ،
أم أنّه من صنع المتأخرين ،
وما هي ملابسات هذه الأحاديث المختلفة ؟ بل ما هي قيمة رجال إسنادها ؟!
ونحن إيماناً
بضرورة دراسة مثل هذه الأمور سلّطنا بعض الضوء على رجال خبري بلال وأبي محذورة .
فقد ادّعي في طريق
الطبراني والبيهقي أنّ رسول الله
0 قال لبلال : « اجعل مكانها الصلاة خير من النوم » ، مع أنّ هذه الزيادة غير موجودة في طريق الحافظ العلوي .