والمتأمِّل في
رواية معن بن عيسى عن عبدالرحمن بن سعد التي أوردها الحافظ العلـوي يراهـا أوثـق
من روايـة يعقـوب بن حمـيد التي أوردها الطـبراني والبيهـقي باتفاق الجمـيع ؛ لأنَّ معن بن عيسـى ثقـة ثبـت وكذا غـيره من رجال السـند .
وممّا يحبذ هنا هو
أنّ نقوم بتحقيق بسيط عن رجال الإسنادين وما رَوَوه عن بلال وأبي محذورة ، واختلاف النقل عنهما ، كي نتعرف على ملابسات
مثل هذه الأمور في الشر يعة والأحكام :
ذكرت كتب الحديث
والتاريخ أسماء أربعة من الذين أذنوا على عهد رسول الله ،
وهم :
1 ـ بلال بن رباح الحبشي
2 ـ أبو محذورة القرشي
3 ـ عبدالله بن أمّ مكتوم
4 ـ سعد القرظ
وقد أذّن أبو
محذورة بعد السنة الثامنة من الهجرة[385] ، وقيل بعد فتح مكّة[386] ،
[384]أحدهما : الذي رواه الطبراني والبيهقي بإسنادهما عن
عبدالرحمن بن سعد القرظ ، وفيه : كان بلال يؤذّن في أذان الصبح بحيّ على
خير العمل ، وأنّ رسول الله أمره أن يجعل مكانها الصلاة خير من النوم ،
وهو يخالف ما رواه الحافظ العلوي من طر يق مسلم بن الحجّاج والذي يخلو من هذه
الزيادة .
الثانية : حديث أبي محذورة المختلف فيه ، والذي رواه رجال الصحاح والسنن
ليس فيه « حيّ على خير العمل » ، أمّا الحافظ العلوي
وأحمد بن محمّد بن السري فقد رَوَياه وفيه التأذين بحيّ على خير العمل ، وهو
الذي يتّفق مع مرويّات أهل البيت ، وعليه إجماع العترة حسبما ستعرف بعد
قليل .