نام کتاب : من لا يحضره الفقيه نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 0 صفحه : 7
كان والده عليّ بن الحسين- رحمهما اللّه- شيخ القميّين و
ثقتهم في عصره و فقيههم و متقدّمهم في مصره مع أن بلدة قمّ يومئذ تعجّ بالأكابر و
المحدّثين، و هو- قدّس اللّه سرّه- مع مقامه العلميّ و مرجعيّته في تلك البلدة و
غيرها كان تاجرا له دكّة في السّوق يتّجر فيها بزهد و عفاف و قناعة بكفاف، و كان
فقيها معتمدا له كتب و رسائل في فنون شتّى ذكرها الطوسيّ و النجاشيّ، و قال ابن
النديم في الفهرست: «قرأت بخطّ ابنه محمّد بن عليّ على ظهر جزء: «قد أجزت لفلان بن
فلان كتب أبي و هي مائتا كتاب و كتبي و هي ثمانية عشر كتابا». فبيته بيت العلم و
الفضل و الزّعامة الرّوحيّة.
و المؤلّف- رضوان اللّه
تعالى عليه- وليد هذا البيت و عقيد ذاك العزّ مع ما حباه اللّه سبحانه من حدّة
الذّكاء، و جودة الحفظ و الفهم، و كمال العقل.
عاش مع أبيه عشرين سنة
قرأ عليه و أخذ عنه و عن غيره من علماء قمّ، فبرع في العلم وفاق الأقران، ثمّ
غادرها إلى الرّيّ بالتماس من أهلها فسطع بها بدره و علا صيته مع أنّه في حداثة من
سنّه و باكورة من عمره، فأقام بها مدّة ثمّ استأذن الملك ركن- الدّولة البويهيّ في
زيارة مشهد الرّضا سلام اللّه عليه فأذن له و سافر إليها، و نزل بعد منصرفه
نيشابور- و هي يومئذ تحفّ بالفطاحل- فاجتمع عليه العظماء و الأكابر فأكبروا شأنه و
تبرّكوا بقدومه و أقبلوا على استيضاح غرّة فضله و الاستصباح بأنواره فأفاد لهم
بأثارة من علمه الغزير و انموذج من فضله الكثير، فبهر النواظر و الأسماع، و انعقد
على شيخوخيّته و تقدّمه الإجماع.
ولد- رحمه اللّه- بدعاء
الصاحب عليه السّلام كما نصّ عليه الأعلام و صدر فيه من ناحيته المقدّسة بأنّه
فقيه خيّر مبارك[1]، فما قيل فيه
من جميل الكلام أو يكتب بالاقلام بعد هذا التوقيع فهو دون شأنه و مقامه. فان قال
المولى المجلسيّ: «هو ركن من أركان الدّين»
[1]. الفوائد الرجالية ج 3 ص 293، و غيبة الطوسيّ،
و بحار الأنوار، و كمال الدين طبع مكتبة الصدوق ص 502.
نام کتاب : من لا يحضره الفقيه نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 0 صفحه : 7