أقول: و تقدّم ما يدلّ على ذلك و يأتي ما يدلّ عليه، و الأحاديث فيه كثيرة جدّا، ذكرنا بعضها و بعض ما يتعلّق بها في كتاب وسائل الشيعة.
و قوله في الحديث الاول: «الاجماع» المراد به الاجماع على رواية الحديث و العمل به و هو التواتر و «الضرورة» هنا بمعنى التواتر، كما لا يخفى و عطف الاخبار عليها تفسيريّ و هو معنى ضروريّ الدين و ضروريّ المذهب.
و قوله: «المجمع عليها» أي على روايتها و العمل بها و مضمون الباب لاخلاف فيه [3] بين علمائنا و حصول العلم به وجداني [4] لا شك فيه. و لقد احسن السيّد المرتضى حيث شرط في افادة التواتر العلم، عدم سبق شبهة أو تقليد بخلاف مضمونه و إلّا لم يحصل العلم كما لم يحصل لليهود و النصارى من معجزات نبيّنا و لم يحصل للعامّة من نصوص ائمتنا و معجزاتهم و هذا وجدانيّ.