[592] 5- وَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ، قَالَ: كَتَبْتُ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) أَسْأَلُهُ عَنِ الْإِيمَانِ مَا هُوَ؟ فَكَتَبَ (عليه السلام) إِلَيَّ مَعَ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ: سَأَلْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ عَنِ الْإِيمَانِ، وَ الْإِيَمان هُوَ الْإِقْرَارُ بِاللِّسَانِ وَ عَقْدٌ فِي الْقَلْبِ وَ عَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ وَ الْإِيمَانُ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ، وَ هُوَ دَارٌ وَ كَذَلِكَ الْإِسْلَامُ دَارٌ، وَ الْكُفْرُ دَارٌ، فَقَدْ يَكُونُ الْعَبْدُ مُسْلِماً قَبْلَ أَنْ يَكُونَ مُؤْمِناً وَ لَا يَكُونُ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ مُسْلِماً، فَالْإِسْلَامُ قَبْلَ الْإِيمَانِ وَ هُوَ يُشَارِكُ الْإِسْلَامَ.
فَإِذَا أَتَى الْعَبْدُ كَبِيرَةً مِنْ كَبَائِرِ الْمَعَاصِي أَوْ صَغِيرَةً مِنْ صَغَائِرِ الْمَعَاصِي الَّتِي نَهَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهَا، كَانَ خَارِجاً مِنَ الْإِيمَانِ، وَ ثَابِتاً عَلَيْهِ اسْمُ الْإِسْلَامِ فَإِنْ تَابَ وَ اسْتَغْفَرَ عَادَ إِلَى دَارِ الْإِيمَانِ وَ لَا يُخْرِجُهُ إِلَى الْكُفْرِ إِلَّا الْجُحُودُ وَ الِاسْتِحْلَالُ، أَنْ يَقُولَ لِلْحَلَالِ هَذَا حَرَامٌ وَ لِلْحَرَامِ هَذَا حَلَالٌ فَعِنْدَهَا يَكُونُ خَارِجاً مِنَ الْإِسْلَامِ وَ الْإِيمَانِ، دَاخِلًا فِي الْكُفْرِ وَ كَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ دَخَلَ الْحَرَمَ ثُمَّ دَخَلَ الْكَعْبَةَ وَ أَحْدَثَ فِي الْكَعْبَةِ حَدَثاً فَأُخْرِجَ عَنِ الْكَعْبَةِ وَ عَنِ الْحَرَمِ وَ ضُرِبَتْ عنُقُهُ وَ صَارَ إِلَى النَّارِ.
[593] 6- وَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ آدَمَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ
[1] 5- الْكَافِي، 2/ 27، كِتَابِ الايمان وَ الْكُفْرِ، بَابُ ان الاسلام قَبْلَ الْإِيمَانِ، الْحَدِيثَ 1.
الْبِحَارُ عَنْهُ، 68/ 256، كِتَابِ الايمان وَ الْكُفْرِ، الْبَابِ 24، الْحَدِيثَ 15.
الْوَافِي، 4/ 82، الْمَصْدَرُ، الْحَدِيثَ 12.
فِي الْكَافِي: يُشَارِكُ الايمان، فاذا أَتَى ... نَهَى اللَّهِ عزوجل عَنْهَا، كَمَا فِي نُسْخَةٍ (مَ) وَ فِي الحجرية: عَنْهُمَا، وَ فِي الْكَافِي: سَاقِطاً عَنْهُ اسْمُ الايمان وَ ثَابِتاً ... هَذَا حَلَالٌ وَ دَانَ بِذَلِكَ ...، كَمَا فِي الْبِحَارُ.
[2] 6- الْكَافِي، 2/ 28، كِتَابِ الايمان وَ الْكُفْرِ، بَابُ بِدُونِ عُنْوَانِ، الْحَدِيثَ 1.
هَذَا الْحَاصِلِ اجْتِهَادٍ مِنْ صَاحِبِ الْكِتَابِ اخذه مِنْ قَوْلِهِ (عليه السلام): وَ انْزِلْ فِي الْكَيْلِ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ وَ لَمْ يَجْعَلِ الْوَيْلُ لاحد حَتَّى يُسَمِّيَهُ كَافِراً، وَ قَوْلِهِ (عليه السلام): فبرأه اللَّهِ يُعْنَى الْمُفْتَرِي مَا كَانَ مُقِيماً عَلَى الْفِرْيَةِ مِنْ ان يُسَمَّى بالايمان، وَ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ فقرات، الْحَدِيثَ.