ذلك بدون جدوى بعد أن أقر بذلك الناصح الحنبلى وابن القطيعى الحنبلى ، ولو كان ابن رجب رأى تلك النصوص من فتاوى علماء عصر ابن مرزوق وابن الكيزانى المنقولة عن خطوطهم المحفوظة في خزانة الملك الظاهر بيبرس لما سعى في تبرئة ساحته من تلك البدعة الشنيعة .

ونسبة القول بتلك البدعة إلى ابن الكيزانى في مرآة الزمان لسبط ابن الجوزى لا تبرئ ابن مرزوق منها على أن ابن رجب قال بعد ذلك : ثم وجدت لابي عمرو بن مرزوق مصنفا في أصول الدين ، ورأيته يقول فيه إن الايمانغير مخلوق ، أقواله وأفعاله وإن حركات العباد مخلوقة ، لكن القديم يظهر فيها كظهور الكلام في ألفاظ العباد اه‌ هذا طراز آخر في التخريف يدل على أنه قائل بالحلول على مذهب السالمية ، ومثله لا يمكن ترقيع كلامه .

ووقعت بين الفتنتين فتنة عبد الغنى المقدسي الحنبلى في الصوت ونحوه كما في ذيل الروضتين لابي شامة فليراجع هناك ، وما حدث في القرن الخامس ببغداد في عهد أبى نصر بن القشيري من فتنة الحشوية فمشهور جدا .

والمحضر الذى رفعه أبو إسحاق الشيرازي والحسين بن محمد الطبري ومحمد بن أحمد الشاشى والحسين بن أحمد البغدادي وعزيزي بن عبد الملك شيذلة ، وغيرهم من أئمة ذلك العصر عن تلك الفتنة بخطوطهم إلى نظام الملك ، مسجل في تبيين كذب المفترى لابن عساكر ( ص .

31 ) فيراجع هناك ليعلم مبلغ سعى الحشوية في إثارة الفتن كل قرن وذلك مما يعرق به جبين الدهر خجلا من تخريفاتهم التى يتبرأ منها العقلاء كلهم .

وأما ما أحدثوه من الفتن في أوائل القرن الرابع من الدعوة إلى القول بإجلاس محمد صلى الله عليه وسلم على العرش في جنبه تعالى فمدون في كتب التاريخ .

والمرسوم الذى أصدره الراضي العباسي ضد البربهارى الداعي إلى تلك البدعة مسجل في تاريخ (