ي إثبات الشريعة وأعيان الاعمال ووجوبها قائمد ثابتة يشتمل على سبعة براهين .
البرهان الاول : لما خلق الله تعالى نوع البشرية واختصه من بين خلقه
بالفضيلة وأوجب عدله إيجاب الجزاء ، وكان استحقاق الجزاء لا يكون إلا
بالعمل [1] ، وجب أن يكون للبشر أعيان الاعمال شريفةلائقة بعبادة الله
تعالى ليكون له بها استحقاق الجزاء ، إذا الاعمال ثابتة واجبة .
البرهان الثاني : لما كانت الاخلاق للانفس كالصور للمحسوسات حسنة
كانت أم قبيحة ، وكانت الفضيلة للانفس في الحسن منها الذي هو العدل والرحمة
، وكظم الغيظ والشجاعة ، والعبادة والصدق ، والسخاء والعفة ، والورع
والطهارة ، والديانة ، لا في القبيح منها الذي هو الجور ، وقلة الرحمة ،
وسرعة الغضب والجبن ، طلبا للبقاء في الدنيا ، والتهاون بالعبادة ، والغدر
والكذب ، والبخل وارتكاب الكبائر والطمع ، وقلة مراقبة الله تعالى .