فلما سمعت بذلك تأثرت لأني جئت إلى صيانة الأخلاق ، وإلى نشر
الفضائل فأمرت علياً أن يصل إليه ، وان يأخذ الراية من يده ، ويدخلها
إدخالاً رفيقاً إلى مكة فكانت راية الفتح بيد علي ، وقد اعددته بذلك لقيادة
المسلمين ، ودخلت البيت الحرام وفيه ثلاثمائة وستون صنماً ، فصعدت على
منكب علي الاحطمها فرايته لا طاقة له على النهوض بي ، فنزلت عنه ، ثم نهضت
به فأخذ يكسر الأصنام ، ويرمي بها إلى الأرض ، وانا اتلو قول الله تعالى : ﴿ جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ﴾ [1] .
ودخلت كلمة الاسلام إلى مكة المكرمة ، وقضى بذلك الله على قوى الشرك والإلحاد .
غـزوة حنـين :
وبعد ان فتح الله نصره عليَّ وعلى المسلمين اضطربت
الجزيرة العربية ودخلها الرعب والفزع لفتح مكة التي هي حصنها المنيع ،
ومأوى جبابرة العرب ، وطغاتها ، فاجتمعت هوازن بقيادة مالك بن عوف النضري ،
واجتمعت معها نصر وجشم كلها ، وصعد بن بكر ، وناس من بني هلال ، ولما علمت
امرهم سرت إليهم قبل ان يسيروا الي ، وخرجت إليهم بعشرة آلاف من المهاجرين
والأنصار ، وخرج معي من قريش الفان دفعهم إلى ذلك حبهم للأنتصار ، وان
ينفضوا عنهم غبار الذل ، واندفع بعضهم بدافع الطمع بالغنائم والإسلاب .
وانحدرت بالجيش في عماية الصبح في واد اجوف من اودية تهامه
لأصيب من هوازن غرة قبل ان يأخذوا حذرهم ، وكانوا قد سبقونا إلى الوادي ،
وقد كمنوا لنا في شعابه ، وإحنائه ومضايقه ، وتهيئوا للحرب ، فما راع
المسلمين إلا انثيال
[1] خصائص النسائي ص 31 ، الكشاف للزمخشري في تفسير قوله تعالى : ﴿ قل جاء الحق وزهق الباطل ﴾ .
نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 64