نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 65
الوادي عليهم خيلاً ورجالاً ، وصارت هوازن وأخلافها تشد على صفوف
المسلمين وتكثر فيهم الطعن والقتل حتى تفرق المسلمون ذعراً ، وانهزموا
راجعين لا يلوى أحد على أحد ، وكنت ثابتاً في مكاني أدعوهم إلى الله ، وإلى
الثبات قائلاً : « أين أيها الناس ؟ هلموا إلي أنا رسول الله أنا محمد بن
عبد الله ، فتبدد ندائي في أنحاء الوادي ، ولم يستجب لي سوى نفر من
المؤمنين الصابرين ، وكان علي من أشد الناس قتالاً بين يدي [1] ووقف عمي
العباس يذب عني ، وأبدى أبو سفيان شماتته قائلاً ؟
« لا تنتهى هزيمتهم دون البحر . . »
وقال كلدة بن حنبل :
« ألا بطل السحر اليوم !! »
وطلبت من عمي العباس أن ينادي بين المسلمين لترجع إليهم حوازب أحلامهم ويثوبوا إلى الرشاد فصاح عمي .
« يا معشر الأنصار ، يا معشر أصحاب السمرة . . »
فأجابوه بالتلبية ، وانكفئوا راجعين ، وكان من أشد المحاربين في
صفوف المشركين رجل من هوازن ، وهو صاحب رايتهم وكان على جمل فأهوى اليه على
عرقوب جمله فوقع على عجزه ، ووثب إليه رجل من الانصار فضربه على نصف ساقه
فسقط على الارض صريعاً يتخبط بدمه .
ولم تطل الهزيمة بالمسلمين ، بل أتم الله نصره ، وأيد المسلمين بجنود لم يروها ، وكانوا لهم عوناً ونصيراً .
وانتهت المعركة ، وقد ساهم فيها علي مساهمة فعالة ، فقد أبلى فيها
بلاءً حسناً ، وقد لمع نجمه ، وتحدث الناس عن عظيم جهاده ، وكثرة جهوده .
وينبري شاعر المحشر الشيخ الازري فيصف الموقعة ، ويذكر بطولة علي ، فيقول :