نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 225
وقد كتبت إلى علي من مكة تخبره بتمرد طلحة والزبير واشياعهم وأنّهم
يحاولون أن يخرجوك معهم ، لحربه ، وقد جعلوا شعارهم الذي يهتفون به ،
ويبررون به موقفهم أن عثمان قد قتل مظلوماً وأنهم يطالبون بدمه ، والله
كافيهم بحوله وقوته ، وأنه لولا ما نهانا الله عن الخروج ، وأنت لم ترضى به
، لم أدع الخروج معك ، والنصرة اليك ، وقد بعثت اليك بابني وهو عدل نفسي
عمر بن أبي سلمة يشهد مشهدك .
وعند عودتها إلى المدينة قابلت علياً وهي تبكي أمرّ البكاء قائلة له : لولا أني أعصي الله عزّ وجلّ ، وأنك لا تقبله لخرجت معك .
فكيف رأيت أن تغريها وتخدعيها بالخروج إلى حرب وصيي وأخي وقلت لها :
يا بنت أبي أمية : أنت أول مهاجرة من أزواج النبي ، وأنت أكبر
أمهات المؤمنين ، وكان رسول الله يقسم لنا في بيتك ، وكان جبرئيل أكثر ما
يكون في بيتك .
ولم يخف على أم سلمة خداعك فقالت لك :
« لأمرّ ما قلتِ هذه المقالة ؟ » .
فصارحتيها بما أنطوت عليه نيتك قائلة لها :
« إن القوم استتابوا عثمان ، فلما تاب قتلوه صائماً في الشهر
الحرام ، وقد عزمت على الخروج إلى البصرة ، ومعي الزبير وطلحة . . فاخرجي
معنا لعل الله يصلح هذا الأمر على أيدينا » .