نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 21
قام في عرفات خطيباً ، وكان عدد الحجاج مائة ألف أو يزيدون فقال صلى
الله عليه وآله : « ايها الناس ، يوشك أن أُدعى فأُجيب ؛ وإني تارك فيكم
الثقلين ما إن تمسكتم به فلن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي . وإنهما لن
يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » .
واعتلى صلى الله عليه وآله راحلته متخذاً ظهرها منبراً ، وهم
محدّقون به يشخصون إليه بأبصارهم واسماعهم وافئدتهم ، فقال صلى الله عليه
وآله :
« علي مني وأنا من علي ، ولا يؤدي عني الا أنا أو علي » [1]
ولما قفل من حجّة الوداع بمن معه من الحجاج ، كان يوجس في نفسه الرحيل الى الله قبل أن يرحمه ويقي أمته من الفتن والأهواء .
ولما بلغ غدير خم أوحى إليه الله تعالى ﴿ يا أيها الرسول بلغ ما أُنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين ﴾ .
واضطرب النبي صلى الله عليه وآله من هذا الانذار ونزل عن راحلته
واستنزل من معه عن رواحلهم ، واسترجع المتقدمين منهم وانتظر المتأخرين ،
حتى اجتمع الناس في صعيد واحد ، وكان الزمن شديد الحر . فوضعوا ثيابهم تحت
ارجلهم من حرارة الرمضاء فصلى صلى الله عليه وآله فيهم . . . وصنع له منبر
من حدائج الأبل بين دوحتين .
فرقى صلى الله عليه وآله ذروة المنبر ، ووقف أمير المؤمنين عليه
السلام دونه بمرقاة ، وارتجل صلى الله عليه وآله خطيباً فحمد الله واثنى
عليه .
ثم قال : « أيها الناس يوشك أن أُدعى فأجيب ، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون ، فماذا انتم قائلون ؟ » .
فانبروا جميعاً قائلين بلسان واحد .
« أنك قد بلغت ، وجاهدت ، ونصحت فجزاك الله خيراً »
فقال صلى الله عليه وآله :
« ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله ، واني محمد عبده ورسوله ، وان جنته