responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 158

ـ أتأمرني أن أدفع إليك أموال المسلمين ، وقد أئتمنوني عليها [1] .

هذا هو منطق الإسلام ، وهذا هو عدله ، وهذه هي مساواته ، ان الواجب على من يلي أمور المسلمين أن لا يفرق بين القريب والبعيد في العطاء وفي غيره .

« الثاني » ان أسرتك التي بررت فيها ، وان الذوات التي أغدقت عليهم بالثراء العريض إنما هم خصوم الإسلام وأعداؤه ، وقد قلت لأبي العاص بن أمية : « إنكم الشجرة الملعونة في القرآن » [2] .

وأنت تعرف دوافع أسرتك ، وما انطوت عليه نفوسهم من العداء للاسلام ، والحقد عليه ، وانها لم تؤمن بالله طرفة عين .

أفيصح لك أن تهب أموال المسلمين إلى أعدائهم وخصومهم ؟ وقد حرم الله مودة المعادين له ، وحرم مواصلتهم قال تعالى : ﴿ لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو اخوانهم أو عشيرتهم [3] .

لقد كنت شديد الحب لاسرتك ، لم تألو جهداً في تقوية نفوذهم ، واعلاء أمرهم ، وبلغ من عظيم حبك لهم أنك قلت : « لو أن بيدي مفاتيح الجنة لأعطيتها بني أمية حتى يدخلوا عن آخرهم » [4] ولم يكفك أنك أعطيتهم خزائن بيت مال المسلمين ، وسلطتهم على الفيء وجميع المقدرات الاقتصادية ، انك تريد أن تهبهم مفاتيح الجنان ليتبؤن منها حيثما شاؤوا ، وهيهات فإنه لا ينالها إلا المتقون المتحرجون في دينهم .


[1] أسد الغابة 3 / 423 .

[2]ـ الدر المنثور 4 / 191 رواه عن عائشة .

[3]ـ سورة المجادلة : آية 22 .

[4]ـ مسند أحمد 1 / 62 .

نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست