responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 140

الجهالة » [1] .

ولم يعو منطق الامام فانطلقوا مدفوعين وراء أطماعهم ، وأهوائهم ، وقد كشف الزمن بعد حين صدق ما أخبر به علي ، فقد شهروا السيوف وأراقوا دماء المسلمين ، وخانوا العهود ليصلوا إلى صولجان الحكم والسلطان ، وصار بعضهم أئمة لأهل الضلال ، وشيعة لأهل الجهالة .

وكثر النقاش ، وعم الجدل ، فلم يسفر الاجتماع عن أية نتيجة ، وأخذت فترة الزمن التي حددتها تضيق فأشرف عليهم أبو طلحة يهددهم قائلاً :

« والذي ذهب بنفس عمر . لا أزيدكم على الأيام الثلاثة التي أمرت » .

وراح الأجل الذي ضربته للاختيار يتقلص ، وآراؤهم بين مد وجزر لا توصلهم إلى شاطئ الاختيار إلى أن فاجأهم عبد الرحمن بما رآه حلاً قائلاً :

« أيكم يخرج منها نفسه على أن يوليها خيركم » .

فبهتوا جميعاً لحله الكسيح الغير الموفق ، إذ كيف يتنازل أحد منهم عن حقه ، ويجعل مقدراته بيد الآخرين . وتمهل عبد الرحمن قليلاً فقال :

« أنا أنخلع منها » .

وطفق عثمان يؤيد هذه الخطوة قائلاً :

« وأنا أول من رضي » .

وتابعه القوم سوى علي فإنه علم بما دبر له ، وقد وهب سعد بن أبي وقاص حقه لعبد الرحمن ، فصار عبد الرحمن صاحب القول الفصل ، والحكم العدل ، واضطرب علي فقال له :

« اعطني موثقاً لتؤثرن الحق . . ولا تتبعن الهوى ، ولا تخص رحم ، ولا تأل الأمة » .

« على ميثاق الله » .

واستشار عبد الرحمن القرشيين في الأمر فزهدوه في علي ، وحببوا له عثمان ،


[1] نهج البلاغة محمد عبده 2 ـ 31 .

نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست