نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 139
ـ أنا أخبرك أنه لم يشتت بين المسلمين ، ولا فرق أهواءهم إلا
الشورى التي جعلها عمر إلى ستة نفر ، وذلك أن الله بعث محمداً بالهدى ،
ودين الحق ، ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون » .
وأضاف يقول بعد ذلك ، واستخلف ـ يعني أبو بكر ـ عمر ، فعمل بمثل
سيرته ، ثم جعلها شورى بين ستة نفر فلم يكن رجل منهم إلا رجاها لنفسه ،
ورجاها له قومه ، وتطلعت إلى ذلك نفسه ، فلو أن عمر استخلف عليهم ، كما
استخلف أبو بكر ما كان في ذلك خلاف .. » [1] .
هذه بعض آفات الشورى التي فرضتها على المسلمين ، وقد فتحت باب
الفوضى والنزاع بين أبناء الأمة ، وتركت الطلقاء وأبناءهم يتسابقون إلى
ميدان الخلافة ، وينزون على منابر المسلمين ، ويستأثرون بالفيء ، وينكلون
بأخيار المسلمين وصلحاءهم ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ، وهو المستعان على
ما تصفون .
الانتخاب المزيف :
وأحاط الشَرَطَة بأعضاء الشورى ، وأرغمتهم على
الاجتماع لينفذوا وصيتك ، وتداول الأعضاء الحديث فيما بينهم عن من هو أحق
بالأمر وأولى به لقابليته ، وقدرته على إدراة شؤون الخلافة ، وانبرى إليهم
ابو الحسن فأخذ يذكرهم بسابقته إلى الإسلام ، ويدلي عليهم بمواهبه ،
ويحذرهم مغبة ما يحدث في البلاد من الفتن والاضطراب إن هم عدلوا عنه قائلاً
لهم :
« لم يسرع أحد قبلي إلى دعوة حق ، وصلة رحم ، وعائدة كرم ،
فاسمعوا قولي ، وعو منطقي ، عسى أن تروا هذا الأمر من بعد هذا اليوم تنتضي
فيه السيوف ، وتخان فيه العهود حتى يكون بعضكم أئمة لأهل الضلال ، وشيعة
لأهل