نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 141
فدفعوه إلى اختياره ، وانتخابه .
وحلت الساعة الرهيبة التي تغير فيها مجرى التأريخ ، فقال عبد
الرحمن لابن أخته ميسر : إذهب فأدع لي علياً وعثمان ، فانطلق ميسر فأحضرهما
، وحضر المهاجرون والأنصار ، وازدحمت الجماهير في الجامع لتأخذ القرار
الحاسم ، فالتفت عبد الرحمن إلى علي قائلاً :
« هل أنت مبايعي على كتاب الله ، وسنة رسوله ، وفعل أبي بكر وعمر ؟ »
« بل على كتاب الله ، وسنّة رسوله ، واجتهاد رأيي » .
ولو كان ابن أبي طالب يروم الملك ، ويبغي السلطان ، لأجابه إلى ذلك
، ولكنه آثر رضاء الله ، والاتباع للحق ، وقد علم غاية عبد الرحمن في هذا
الشوط أن الامام لا يجيبه إليه لأنه لا يداهن في دينه .
إن مصدر التشريع في الإسلام هو كتاب الله ، والسنّة فعلى ضوء نهجها
تسير الدولة ، وتعالج مشاكل الرعية ، وليس فعل أبي بكر ، وفعلك يا عمر من
مصادر التشريع ، على أن سياستك تختلف عن سياسة أبي بكر سواء في السياسة
المالية وغيرها ، فعلى أي منهج من سياستك يسير ربيب الوحي ، وباب مدينة
العلم ، وهو غني أي غناء عن سيرتك وسيرة صاحبك .
واختلى ابن عوف بعثمان فكاشفه بما اشترطه في دستور الدولة الجديد .
. فلباه عثمان مبتهجاً ، وبايعه على كتاب الله ، وسنّة رسوله ، وعمل
الشيخين .
وقبل الفجر من اليوم التالي ، سمع الناس النداء « الصلاة جامعة »
فانحدروا صوب المسجد زرافات ووحداناً ، فملأوا رحباته ، وانتشرت في الفضاء
جموع الناس ينتظرون إشراقة الشمس على الرئيس الجديد الذي يحقق آمالهم
وأمانيهم .
وولى عبد الرحمن وجهه شطر المسجد الحرام . والناس سكوت ينتظرون
الساعة الحاسمة التي يتقرر بها المصير الحاسم ، فلم تطل بهم الصلاة حتى
اعتلى عبد الرحمن المنبر . ووجم الناس ، وتقطعت أنفاسهم في صدورهم كأنما
على رؤوسهم الطير ، وانبرى عبد الرحمن فقال :
نام کتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه نویسنده : باقر شريف القرشي جلد : 1 صفحه : 141