responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 60

فكيف هَذا؟ فَقَالَ: إنّا أهل بيت إنَّما نجزع قبل المصيبة، فإذا وقع أمر الله رضينا بقضاؤه وسلّمنا لأمره» [1].

وَقَدْ جسّد الإمام الحسين (ع) بشكل مُميّز- هَذا المعنى- وصوّر لنا كيف يتفاعل الإنسان مَعَ الحدث إلى آخر لحظة قبل وقوع القضاء بالتضرُّع والدعاء لأنَّ الدعاء يرد القضاء، وقدْ أُبرم إبراماً، نَعَمْ الدعاء لا ينحصر بأنْ يكون بلسان المقال بلْ بلسان الحال، وَهُوَ في غالب أحيانه أشدّ مِنْ لسان المقال.

فَهُوَ في حين خاطب القوم بلسان المقال ونصح لهم، هُوَ يخاطب الله بلسانه حاله في نفس الوقت ويطلب مِنْ الوسيع رحمته فتح سبله ودرجات تكامله له، ولكل مَنْ كَانَ في المشهد، فمَنْ كَانَ مؤمناً يتحرّى الإمام له زيادة الإيمان، ومَنْ كَانَ مُنحرفاً يُريد أنْ يُقلّل مِنْ درجات تسافله، ويرفعه مِنْ أسفل درك الجحيم إلى ما هُوَ أخفّ منها لعلَّهُ يحظى برحمة مِنْ الرحمات الإلهية.

وَمِنْ جهة ثالثة هُوَ يرسم سُبل التكامُل- أيضاً- إلى عياله وأهل بيته ويُعطي الدروس الكثيرة في التضحية والهمة العالية والحِنكة والشُّجاعة.

وَمِنْ جهة رابعة: هُوَ يدير الحدث بما يصبّ مَعَ الغايات البعيدة الهادفة.


[1] الكافي: ج 225: 3 ح 11؛ وسائل الشيعة: ج 275: 3 ح 3639.

نام کتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست