responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 61

حرب باردة لا تُنافي حتمية القضاء

إنَّ الأساليب الَّتِي اتخذها أئمة أهل البيت (عليهم السلام) فِي مواجهة أعدائهم عديدة وأغلبها كانت عبارة عَنْ حرب باردة، وَهَذِهِ الحرب لا تنافي إيمانهم بسعة الرحمة وسعة البداء وحتمية القضاء، وَقَدْ خفي عَلَى كثير مِنْ السطحيين الأساليب المتنوّعة- العديدة والكثيرة- الَّتِي كَانَ يواجه بها الأئمة (عليهم السلام) أعدائهم، وخصوصاً الإمام الصادق (ع).

مِنْ الأُمور الَّتِي ينبغي أنْ نُسَلِّط الضوء عليها، هي أنَّ الإمام الصادق (ع) لَيسَ كما يظهر لنا مِنْ الأحداث، أو يُشاع عَنْه أنَّه مشغول حصرياً في تأسيس الحوزات العلميَّة ولا دخل له ولو مِنْ بعيد وأبعاد في السياسة، وأنَّ الظروف الَّتِي كانت في عصره تطلبت ذلك، كما أنَّ ظروف الحسين (ع) كانت توجب عليه الخروج إلى كربلاء، وليسَ الواجب دوماً عَلَى المعصوم (ع) مواجهة السُّلطة وتحدّي الوضع القائم فضلًا عَنْ الخروج بالسيف، وإنَّ عليه أنْ يترك التحدّي نتيجة الظروف.

وهَذا التحليل وَهَذا الكلام غَير دقيق ولا سديد، بلْ غَير صحيح حَيْثَ يذكر المُؤرخون أنَّه (ع) واجه الوضع القائم آنذاك وجاهد بالكلمة حتّى أنَّه تعرَّض للقتل مِنْ قبل أبي جعفر الدوانيقي مرّات كثيرة، حَيْثَ أرسل عليه في تلك المرات وَهُوَ حاقد عليه وأسمعه غليظ الكلام، وكَانَ يهم في قتله، ولكن تحول دونه الظروف المُختلفة.

نام کتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست