responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 43

الإمامة مساوية للنبوّة و من المناصب الإلهيّة، أي أنّ اللَّه سبحانه قد جعل صفوة من الناس بعد النبي الأكرم صلى الله عليه و آله أئمّة الدين و جعل لهم الحكومة التي يصرفون شئونها بالاستفادة من علومهم التي ورثوها عن النبي صلى الله عليه و آله و لم يجعل اللَّه الزعامة و الإمامة الإسلامية إلّا إلى الصفوة التي اتّصفت بالزهد و البصيرة و العصمة و الشجاعة و المروءة و التضحية، العالمة بأوضاع الأُمّة و التي ليس لعلمها حدود بالحوادث الواقعة، ليبقى‌ الدين خالداً أبدياً و الأُمّة قويّة مستقلة سعيدة في دينها و دنياها، كما أنّ بقاء دين الحقّ و شعور المسلمين بالحياة الحرّة الكريمة و الاستقلال من شأنه أن يفجّر طاقاتها و يجعلها تعيش الحياة الهانئة و تسعى لنيل الحياة الأُخرويّة.

الإمام في رسالة سيّد الشهداء عليه السلام‌

أشار الإمام الحسين عليه السلام إلى‌ مقام الإمام في رسالته التي بعثها ردّاً على‌ رسائل أهل الكوفة الذين كتبوا إليه مطالبين بزعامته و تشكيل الحكومة الإسلاميّة تحت لوائه فقال عليه السلام: «فلعمري ما الإمام إلّا الحاكم بالكتاب، القائم بالقسط، الدائن بدين الحقّ، الحابس نفسه على‌ ذات اللَّه و السلام» [1]، فالرسالة تشير إلى لحاظين مهمّين بالنسبة للإمام: اللحاظ الأوّل: ما هو مقام الإمام في الأُمّة؟ فالإمام ليس ذلك الفرد الذي يقبع في زاوية و ينأى بنفسه بعيداً عن التدخّل في شئون الأُمّة و تحقيق مصالح عامّة الناس، بل لا بدّ أن يكون الإمام هو الآخذ بزمام الامور و على رأس الحكومة، و هو حاكمها المطلق الذي يسعى‌ لاستيفاء حقوق الضُّعفاء من الأقوياء.


[1] الإرشاد لأبي عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي، المعروف بالشيخ المفيد (م 413). تحقيق مؤسسة آل البيت لتحقيق التراث، مجلّدان. نشر و طباعة دار المفيد ج 2 ص 39.

نام کتاب : حماة الوحى نویسنده : الفاضل اللنكراني، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست