ولاة
الأمر، و قد كان مفاد الرواية- التي وردت بشأن الآية القرآنية- أَطِيعُوا اللَّهَ- أنّ الأئمّة
عليهم السلام هم اثنا عشر و أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله نصبهم بوحي من
اللَّه، أي أنّ اللَّه هو الذي نصبهم و جعلهم أئمّة، فما كان من رسول اللَّه صلى
الله عليه و آله إلّا أن أبلغ المسلمين الخبر. كما اتّضح من «التحقيق الآخر في
الآية الكريمة» أنّ وظيفة الأئمّة لا تقتصر على شرح و بيان الحلال و الحرام، بل هم
زعماء الأُمّة وقادة البلاد و رؤساء الحكومة الإسلامية، و أنّ رسالتهم هي تطبيق
التعاليم الإسلامية و الأحكام القرآنية في العالم الإسلامي، و الأُمّة مأمورة
بطاعتهم ليتمكّنوا من إجراء الأحكام الإسلامية و يأخذوا بيد الأُمّة إلى شاطئ
السعادة و الفلاح، كما أنّ زعامتهم أبدية خالدة، كما ذكرنا بعض الروايات التي
تؤيّد بل تشكّل الدليل القطعي على هذا المدّعى، و قلنا بأنّ طاعة الأئمّة لا تعني
سوى آمريتهم و زعامتهم للحكومة الإسلامية، كما فهمنا من رواية بريد العجلي عن
الإمام الباقر عليه السلام بأنّ الأُمّة إذا أقرّت بمثل هذه الزعامة للأئمة، كانت
حصيلة هذه الزعامة بلاد واسعة و مستقلّة و حرّة قائمة على أساس العدل و القسط، و
قد ذكّر الإمام بأنّ شرط الحكومة الإسلامية العالمية و الملك العظيم إنّما يكمن في
زعامة الأئمّة الأطهار و حاكميتهم المطلقة. كما ذكرنا بأنّ مفاد حديث الثقلين هو
نفس مفاد آية الطاعة، أي أنّ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله قد جعل القرآن و
العترة الركيزتين الأساسيتين لقيام الحكومة الإسلامية. و بناءً على ما تقدّم
فليست هناك من حاجة لأن نستعرض سائر الروايات لإثبات ما ذا تعني ولاية الأمر؟ و من
هُم ولاة الأمر؟ و ما هي وظيفة ولاة الأمر؟ إلّا أنّنا نذكّر بقضية مهمّة أشرنا
إليها سابقاً، و هي أنّ شخصية الإمام ليست شخصية علمية شارحة و مفسّرة لأحكام
القرآن الكريم و السنّة فحسب، بل