كلمة
«الطاعة» و يعود عدم تكرار الطاعة إلى تساوي و وحدة هدف طاعة الرسول و طاعة أُولي
الأمر، فكما أنّ طاعة الرسول تؤدّي إلى السعادة و الفلاح و حكومته تبسط الاستقرار
و تشيع الخير و الصلاح فإنّ طاعة أُولي الأمر كذلك. إذن فطاعة الرسول هي طاعة
أُولي الأمر، و ليس هنالك أدنى تفاوت و اختلاف في الآثار و الفوائد التي تترتّب
على كلّ طاعة، سواء كانت طاعة الرسول أم طاعة أولي الأمر. و عوداً إلى الآية
الشريفة، فإنّها ذكرت طاعة النبي و أُولي الأمر و أوجبتها بصورة مطلقة، و حيث
أوردتها على نحو الإطلاق، فإنّ ذلك يعني أنّ طاعتهم لازمة في كلّ الأُمور. و على
ضوء هذا الإطلاق و ما ورد في المقدّمة يتحصّل أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله
و ولاة الأمر إنّما هم أفراد يتمتّعون بقوى و قدرات تفوق سائر البشرية، كما يتبيّن
أنّهم في قمّة السموّ و ذروة الكمال الإنساني، و هم أعظم من غيرهم في العقل و
الإدراك و البصيرة و الخبرة بكافّة حوادث الدنيا و طرق السعادة و الفلاح، بحيث
يحكم العقل و تقضي الفطرة بوجوب تسليم كافّة العُقلاء و العلماء و المجرّبين فضلًا
عن سائر شرائح الأُمّة لهم في كافّة شئون حياتهم الدنيوية و الأُخروية.
خلاصة
البحث:
1-
الأصل الأوّلي يقتضي عدم أحقيّة حكومة فرد أو أفراد لفرد أو أفرادٍ من الآخرين. 2-
المبنى الأساس لصحّة هذا الأصل هو عدم وجود التمايز بين شرائح الأُمّة من حيث قوى
العقل و الإدراك و سائر الصفات و الخصائص المميزة، و ليس هناك من معنى للطاعة في
هذه الحالة سوى صورة واحدة، و هي «الترجيح بلا مرجّح» و هذا الترجيح مرفوض بحكم
العقل.