responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اصول الشيعه لاستنباط احكام الشريعة نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمّد حسين    جلد : 1  صفحه : 305

وفيه‌- مضافاً إلى‌ أنّ ألفاظ الكتاب وصلت إلينا بالتواتر [1] لا بأخبار


[1] قد أجمع كافّة المسلمين على أنّ القرآنيّة لا تثبت إلّابالتواتر عن النبيّ صلى الله عليه و آله، والشاهد عليه أنّ المالكيّةوسائر من قال بعدم كون البسملة التي في أوائل السور من القرآن استدلّوا عليه بعدم ثبوتها بالتواتر، وأجاب الآخرون عنه بأنّه كيف يمكن إنكار تواترها وهي ثابتة في جميع المصاحف التي كتبت في صدر الإسلام، مع أنّ المسلمين كانوا ملتزمين بأن لا يكتبوا في القرآن إلّاما هو منه.

فترى أنّ الاستدلال والجواب يحكيان عن تسالم الطرفين على عدم ثبوت القرآن إلّابالتواتر.

وأيضاً استشكل السيوطي في كتاب «الإتقان في علوم القرآن» على ما نسب إلى‌ ابن مسعود من أنّه قال بعدم كون الفاتحة والمعوّذتين اللّتين في آخر الكتاب منه، بأنّ إنكار كونها من القرآن مع ثبوتها بالتواتر يوجب الكفر، ثمّ قال: فلابدّ إمّا من توجيه كلام ابن مسعود أو القول بكذب النسبة إليه.

وليس انحصار ثبوتها بالتواتر لأجل كونه كلام اللَّه تعالى‌، فإنّ الحديث القدسي أيضاً كلامه مع عدم اشتراط التواتر فيه، ولا لكونه معجزة فقط، فإنّ سائر معجزات النبيّ صلى الله عليه و آله تثبت بغير التواتر أيضاً، بل لأجل مزيّة مختصّة بالقرآن، وهي أنّه معجزة خالدة باقية، كافل لسعادة جميع البشر إلى‌ يوم القيامة، ومتحدٍّ بقوله- في سورة البقرة، الآية 23-: «وَإِنْ كُنتُمْ فِى رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ» سيّما أنّه كان ينطق به رجل امّي في عصر بلغت فيه الفصاحة والبلاغة كمالهما، وسيّما أنّ إطلاق السورة يشمل أصغر السور حتّى مثل سورة الكوثر، وما هذا شأنه ودعواه يكون لا محالة متواتراً عنه صلى الله عليه و آله، لتوفّر الدواعي على نقله، حتّى من قبل الكفّار والمشركين الذين كانوا بصدد ردّه والإتيان بمثله أو بمثل سورة منه، فضلًا عن المسلمين، وأمّا السماع من المعصومين عليهم السلام فلا تصل النوبة إليه، لكونه متواتراً قبله بين جميع المسلمين: الشيعة القائلين بإمامتهم عليهم السلام وأهل السنّة الذين لا يقولون بها.

بل صيرورته كتاباً في زمن النبيّ صلى الله عليه و آله- بمعنى أنّ جمعه وتأليفه وتعيين عدد آيات كلّ سورة وأنّ آية كذا جزء لسورة كذا بعد آية كذا، كان في عصره صلى الله عليه و آله- إنّما تثبت بالتواتر أيضاً، لعين ما تقدّم في ثبوت أصل القرآنيّة به.

وأمّا ما روى من أنّ عليّاً عليه السلام أو أبا بكر أو عثمان جمع القرآن فلا يرتبط بهذا الجمع الواقع في زمن النبيّ صلى الله عليه و آله، فإنّ المراد بجمع عليّ عليه السلام جمعه تمام القرآن مع بيان ما له دخل في المراد في ذيل كلّ آية، كالتفسير والتأويل وشأن النزول ونحوها، وبجمع أبي بكر جمعه في القرطاس بعدما كتب بعضه على جلد الحيوانات وبعضه على قشر الأشجار ونحوها، ويؤيّده ما روي من طريق أهل السنّة من أنّ «أوّل من جمع القرآن في القرطاس أبو بكر»، وبجمع عثمان جمعه الناس على قراءة واحدة، فإنّه بعدما تكثّرت القراءات جمعهم على قراءة واحدة وأحرق ما كان من القرآن مكتوباً بغيرها.

فتحصّل أنّ القرآنيّة وكذا عدد آيات كلّ سورة وتعيين جزئيّة الآيات لسورها وبيان مكان كلّ آية من السورة كلّها تثبت بالتواتر المتّصل بزمان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله. منه مدّ ظلّه.

نام کتاب : اصول الشيعه لاستنباط احكام الشريعة نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمّد حسين    جلد : 1  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست