responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اصول الشيعه لاستنباط احكام الشريعة نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمّد حسين    جلد : 1  صفحه : 178

بالاستعمال وقولك «يا زيد» و «إيّاك»، فنداء زيد وخطاب عمرو إنّما يوجد ويتحقّق بنفس القول، فتكون ياء النداء وكاف الخطاب موجدة لمعنى لم يكن له سبق تحقّق، بل يوجد بنفس الاستعمال، لوضوح أنّه لا يكاد توجد حقيقة المخاطبة والنداء بدون ذلك، فواقعيّة هذا المعنى وهويّته تتوقّف على الاستعمال، وبه يكون قوامه.

وهذا بخلاف معنى «زيد»، فإنّ له نحو تقرّر وثبوت في وعاء التصوّر مع قطع النظر عن الاستعمال، ومن هنا صار استعماله موجباً لإخطار معناه، بخلاف معنى ياء النداء وكاف الخطاب، فإنّه ليس له نحو تقرّر وثبوت مع قطع النظر عن الاستعمال.

نعم، مفهوم النداء ومفهوم الخطاب له تقرّر في وعاء العقل، إلّاأنّه لم توضع لفظة «ياء» وكاف الخطاب بإزائه، بل الموضوع بإزاء ذلك المفهوم هو لفظة «النداء» ولفظة «الخطاب»، لا لفظة «يا» وكاف الخطاب، بل هما وضعتا لإيجاد النداء والخطاب، وهذا في الجملة ممّا لا إشكال فيه.

إنّما الإشكال في أنّ جميع معاني الحروف تكون إيجاديّة أو لا؟

ظاهر كلام المحقّق صاحب الحاشية [1]: هو اختصاص ذلك ببعض الحروف، وكان منشأ توهّم الاختصاص، هو تخيّل أنّ مثل «من» و «إلى‌» و «على» و «في» وغير ذلك من الحروف تكون معانيها إخطاريّة، حيث كان استعمالها موجباً لإخطار ما وقع في الخارج من نسبة الابتداء والانتهاء والاستعلاء والظرفيّة، مثلًا في قولك: «سرت من البصرة إلى‌ الكوفة» تكون لفظة «من» و «إلى‌» حاكية عمّا وقع في الخارج، كحكاية لفظ «زيد» عن معناه.


[1] هداية المسترشدين في شرح معالم الدِّين 1: 145.

نام کتاب : اصول الشيعه لاستنباط احكام الشريعة نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمّد حسين    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست