responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اصول الشيعه لاستنباط احكام الشريعة نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمّد حسين    جلد : 1  صفحه : 177

الإنسان والسواد والبياض وغيرها من المفاهيم مستقلّة ذاتاً، فإنّها تحضر في الذهن بلا حاجة إلى‌ أيّة معونة خارجيّة، سواء كانت في ضمن تركيب كلامي أم لم تكن، فظهر أنّ حال المفاهيم الإسميّة في عالم المفهوم والذهن حال الجواهر في عالم العين والخارج.

وثانيهما: ما لا استقلال له في ذلك العالم، بل هو متقوّم بالغير، كمعاني الحروف، فإنّها بحدّ ذاتها وأنفسها متقوّمة بالغير ومتدلّية بها، بحيث لا استقلال لها في أيّ وعاء من الأوعية التي فرض وجودها فيه، لنقصان في ذاتها، فعدم الاستقلاليّة من ناحية ذلك النقصان لا من ناحية اللحاظ فقط، فلذا لا تخطر في الذهن عند التكلّم بها وحدها، أي من دون التكلّم بمتعلّقاتها، فلو اطلق كلمة «في» وحدها، أي من دون ذكرها في ضمن تركيب كلامي فلا يخطر منها شي‌ء في الذهن.

فتبيّن أنّ حال المعاني الحرفيّة في عالم المفهوم، حال المقولات التسع العرضيّة في عالم العين.

واتّضح من ضوء هذا البيان أنّ المفاهيم الاسميّة لها نحو تقرّر وثبوت في وعاء العقل الذي هو وعاء الإدراك، سواء كان هناك لافظ ومستعمل أو لم يكن، وسواء كان واضع أو لم يكن، فيكون استعمال ألفاظها موجباً لإخطار تلك المعاني في الذهن، سواء كانت مفردة أم في ضمن تركيب كلامي.

وهذا بخلاف معاني الحروف، فإنّها إيجاديّة، بمعنى أنّ استعمال ألفاظها موجب لإيجاد معانيها من دون أن يكون لمعانيها نحو تقرّر وثبوت مع قطع النظر عن الاستعمال، بل توجد في موطن الاستعمال، وذلك ككاف الخطاب وياء النداء، وما شابه ذلك، بداهة أنّه لو لا قولك «يا زيد» و «إيّاك» لما كان هناك نداء ولا خطاب، ولا يكاد يوجد معنى ياء النداء وكاف الخطاب إلّا

نام کتاب : اصول الشيعه لاستنباط احكام الشريعة نویسنده : اليوسفي، الشيخ محمّد حسين    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست