مسألة 8: الماء الجاري- وهو النابع
السائل- لا ينجُس بملاقاة النجس، كثيراً كان أو قليلًا. ويُلحق به النابع الواقف
كبعض العيون، وكذلك البئر على الأقوى، فلا ينجس المياه المزبورة إلّابالتغيّر 1.
1-
الكلام في هذه المسألة يقع في مقامات:
المقام
الأوّل: في تحقيق موضوع الماء الجاري وبيان حقيقته، وقد عرّفه جماعة من الأصحاب،
بل قيل: إنّه المشهور بينهم بأنّه هو النابع السائل على الأرض ولو في الباطن
سيلاناً معتدّاً به [1].
وقد صرّح بذلك في كلام صاحب الجواهر قدس سره
[2]، ويظهر من الشيخ الأعظم في طهارته
[3].
وقد
يفسّر كما عن المسالك بأنّه هو النابع غير البئر؛ سواء كان جارياً على الأرض، أم
لم يكن كذلك [4]، وتسميته حينئذٍ جارياً إمّا حقيقة
عرفيّة خاصّة، أو من باب التغليب؛ لتحقّق الجريان في كثير من أفراده.
وعليه:
فمثل العيون التي لا تدخل تحت عنوان «البئر»، ولم يكن ماؤه جارياً على الأرض
فعلًا، يكون من الجاري.
[1] العروة الوثقى 1: 25 فصل في الماء الجاري،
التنقيح في شرح العروة الوثقى، موسوعة الإمام الخوئي 2: 87.