1-
والمراد من كتاب الطهارة مجموع المباحث المناسبة مع الطهارة وإن لم تكن عرضاً
ذاتيّاً لأفعال المكلّفين، فالبحث عن المياه- حكماً وموضوعاً- الذي هو أحد الأركان
لهذا الكتاب يعدّ من مسائله، مع عدم ارتباطه بفعل المكلّف إلّابواسطة أو أزيد.
ثمّ
إنّه قد قسّم الماء إلى مطلق ومضاف، ولكنّه بملاحظة تعريف الماء المضاف ومعناه كما
سيجيء يظهر أنّ هذا التقسيم ليس على سبيل الحقيقة، بحيث يكون المقسم هو المعنى
الحقيقي للفظ «الماء»؛ ضرورة أنّ الماء المضاف لا يطلق عليه عنوان المقسم من دون
قيد على نحو الحقيقة، وهذه هي القرينة الموجبة لصرف التقسيم عمّا هو ظاهره من كون
المقسم هو اللفظ بمعناه الحقيقي، فلا يرد أنّ ظاهر التقسيم مخالف لما ذكره.
ونظير
ذلك تقسيم الأمر إلى الوجوبي والاستحبابي، بناءً على اختصاصه بمعناه الحقيقي
بالوجوب، وتقسيم العبادة إلى الصحيحة والفاسدة، بناءً على