الرجل
الجنب ينتهي إلى الماء القليل في الطريق، ويريد أن يغتسل منه، وليس معه إناء يغرف
به ويداه قذرتان؟ قال: يضع يده ثمّ (و خ ل) يتوضّأ ثمّ يغتسل، هذا ممّا قال
اللَّه- عزّوجلّ-: «مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى
الدّينِ مِنْ حَرَجٍ»[1]،[2].
وفيه-
مضافاً إلى جهالة بعض رواته؛ لاشتراك محمد بن ميسّر بين ثلاثة [3]-: أنّ المراد من قوله عليه السلام: «يضع
يده» لم يثبت كونه إدخال اليد في الماء؛ إذ لم يعهد ذلك في الاستعمالات، كما يظهر
بالتتبّع في مواردها، بل من المحتمل أن يكون المراد به رفع اليد والإعراض عنه
والإنصراف منه، والتوضّؤ والاغتسال بالماء الآخر، أو بعد وجدان الإناء الذي يغرف
به، خصوصاً لو كان العطف ب «ثمّ»، واستعماله بمعنى الإدخال إنّما هو فيما إذا كان
متعلّقه كلمة «فيه» وأشباهها، كما أنّه إذا كان متعلّقه كلمة «عنه» لم يكن ريب في
أنّ المراد منه هو رفع اليد والإعراض، ومع عدم ذكر المتعلّق- كما في الرواية-
يحتمل كلا الأمرين، ولا معيِّن لأحد الاحتمالين، فلا تصلح للاستناد إليها لأحد
القولين.
هذا،
مضافاً إلى أنّ المستفاد من رواية أبي بصير، عن أبيعبداللَّه عليه السلام،
الواردة في الجنب يحمل الركوة [4] أو التور [5]، فيدخل إصبعه