responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 351

يكون الفيض المعنوي في عالم الآخرة، مثل عالم الدنيا يمر عبر قانون الأسباب والمسببات وعلى يد أفراد خاصّين، لأنّ أولياء اللّه وعباده الصالحين والملائكة المقرّبين وحملة العرش، كلّ هؤلاء قد بذلوا عمراً في طاعته سبحانه، وخطوا خطوات واسعة في طريق العبودية والتذلّل والخشوع له سبحانه، استحقّوا خلالها التكريم والاحترام، ولا ريب أنّ إحدى مظاهر التكريم والاحترام لهم تتمثّل في قبول دعائهم ـ تحت شروط خاصة ـ في حقّ المذنبين والمقصرين من عباد اللّه.

ومن الواضح أنّ القول بالشفاعة لا يعني أنّ أولياء اللّه يشفعون من دون أيّ قيد أو شرط وبلا رعاية أيّة ضابطة أو قانون، وكذلك لا يعني القول بالشفاعة أنّ الشفعاء يملكون مقام الشفاعة بالذات، بل انّ زمام الأُمور يوم القيامة بيده سبحانه، ووصف (مالك يوم الدين) من مختصّاته سبحانه وتعالى لا يشاركه فيه أحد مهما كانت منزلته.

نعم، انّ هذا المالك المطلق أذن لأوليائه من ذوي المنزلة والمقام والقرب منه بالقيام بذلك الفعل والتصرّف، أعني: الشفاعة.

الشفاعة نوع من التطهير والتنقية

اعتبر القرآن الكريم انّ الموت ليس نهاية الحياة، بل هو بمنزلة النافذة التي تطل بالإنسان على حياة أُخرى وعالم أوسع وأرحب هو عالم البرزخ، والذي تختلف فيه الحياة عن الحياة الدنيا بصورة تامّة، فهناك طائفة معذّبة، وطائفة تعيش في النعيم والرفاه الإلهي.

وهناك طائفة من المذنبين ممّن حافظوا على العلاقة الإيمانية باللّه سبحانه من جهة، ولم يقطعوا تلك الرابطة وذلك الحبل، وكذلك حافظوا على علاقتهم المعنوية مع الشفعاء والصالحين، فإنّ هؤلاء يتعرّضون للعذاب في الحياة البرزخية

نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست