responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 352

لينالوا إلى حدّ ما جزاء أعمالهم التي اقترفوها في الحياة الدنيا، وهذا الجزاء والعذاب هو في الحقيقة نوع تصفية وتطهير لنفوسهم من بعض تبعات الذنوب، ولكنّهم حينما يقفون على أعتاب المحشر، يقفون وقد طهرت نفوسهم نسبيّاً من الذنوب بسبب ما تعرضوا له من العذاب في الحياة البرزخية، ممّا يجعلهم جديرين بأن تشملهم المغفرة والرحمة الإلهية، ومن هنا يأتي دور الشفعاء والشفاعة لتطهّرهم ممّا بقي من آثار تلك الذنوب، وبذلك تكون حقيقة الشفاعة هي التطهير والتنقية الكاملة من تبعات وعوارض الذنوب وصقل الروح وتصفيتها من آثار الذنوب بصورة تامّة.

الفرق بين الشفاعة والوساطة الدنيوية

يتصوّر البعض ـ و تحت تأثير الدعايات المغرضة وتبليغ الجاهلين ـ انّ الشفاعة تشبه الوساطة الدنيوية، وبعبارة أُخرى: هي نوع وساطة حزبية، وانّها تعدّ نوعاً من أنواع مخالفة القانون والالتفاف عليه، ومن أجل قلع تلك الشبهة من الأذهان ينبغي التركيز على بيان الفوارق الأساسية بين الشفاعة وبين الوساطة الدنيوية.

فنقول: إنّ التفاوت بين الحالتين يكمن في ثلاث نقاط، هي:

1. في الشفاعة الأُخروية يكون زمام الأُمور بيد اللّه سبحانه، ولم تخرج الأُمور من يده، بل هو الذي ينتخب الشفعاء ممّن توفرت فيهم اللياقة والكمال بحيث وصلوا إلى درجة من التقوى والمقام والمنزلة تجعلهم لائقين لهذا المنصب الإلهي، فحينئذ يمنحهم اللّه سبحانه وتعالى ذلك، ويجعل فيض رحمته وغفرانه يجري من خلال طريقهم ليفاض على بعض المذنبين والعاصين وتحت شروط خاصة،

نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 352
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست