responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 350

ربّهم في خصوص النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) : «اللّهمّ اجعله شافعاً ومشفّعاً»، أو قولهم: «وابعثه اللّهم المقام المحمود...».

جريان الفيض الإلهي عن طريق الشفعاء

إنّ نظام الخلق قائم على أساس قانون العلّية والمعلولية، وإنّ الحاجات والمتطلّبات المادية للإنسان إنّما تتوفر من خلال هذا الطريق حيث جعل اللّه سبحانه وتعالى في العلل والأسباب المادية القدرة على تلبية تلك المتطلّبات وسدّ تلك الحاجات، هذا في الأُمور المادية; وأمّا الفيض المعنوي فهو الآخر ليس بخارج عن هذا القانون الإلهي العام، فالهداية والإرشاد، والعفو والمغفرة من الفيوض الإلهية التي تخضع للقانون المذكور.

فعلى سبيل المثال: لقد تعلّقت الإرادة الإلهية بأن تكون إفاضة الهداية في العالم على الإنسان عن طريق الأنبياء، لأنّ الأنبياء هم الذين تنحصر فيهم الجدارة واللياقة في تلقّي الخطاب المباشر من قبله سبحانه.

وعلى هذا الأساس لا مانع من القول: إنّ المغفرة والرحمة الإلهية في عالم الآخرة هي الأُخرى خاضعة لنفس القانون، بمعنى إيصال الرحمة والعفو والمغفرة والتجاوز عن المذنبين ـ الذين يليق بهم أن يشملهم العفو والمغفرة الإلهية ـ عن طريق الأرواح الطاهرة، والنفوس الزكية، شبيه ما كان من أمر الهداية والإرشاد في الحياة الدنيا، فكما كانت الهداية تفاض عن طريق الأنبياء فهنا تفاض الرحمة عن طريقهم أيضاً.

صحيح انّ هذا الفيض من الممكن أن يفاض على المذنبين ـ في الآخرة ـ بصورة مباشرة ومن دون وساطة ولكن شاءت الإرادة الإلهية الحكيمة وتعلّقت بأن

نام کتاب : الوهابية بين المباني الفكرية والنتائج العملية نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 350
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست