نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 87
وعن عبد الله
بن أبى سليمان ـ مولى بنى مخزوم ـ أنه قال : طاف آدم ـ عليهالسلام ـ بالبيت سبعا بالليل حين أنزل من الجنة ، وأنزل بين الركن والمقام ، ثم
صلى تجاه باب الكعبة ركعتين ، ثم أتى الملتزم ، فقال : اللهم إنك تعلم سرى
وعلانيتى فاقبل معذرتى ، وتعلم ما فى نفسى وما عندى فاغفر لى ذنوبى ، وتعلم حاجتى
فاعطنى سؤلى ، اللهم إنى أسألك إيمانا يباشر قلبى ، ويقينا صادقا حتى أعلم أنه لن
يصيبنى إلا ما كتبت لى ، والرضا بما قضيت علىّ.
فأوحى الله
إليه : يا آدم قد دعوتنى بدعوات فاستجبت لك ، ولن يدعونى بها أحد من أولادك إلا
كشفت عنه غمومه ، وكففت عليه ضيعته ، ونزعت الفقر من قلبه ، وجعلت الغنى بين عينيه
، وتجرّت له من وراء تجارة كل تاجر ، وأتته الدنيا وهى راغمة ، وإن كان لا يريدها [١].
قال : فمذ طاف
آدم ـ عليهالسلام ـ كانت سنّة.
وعن عثمان بن
ساج ، قال : أخبرنى سعيد : أن آدم ـ عليهالسلام ـ حج على رجليه سبعين حجة ماشيا ، وأن الملائكة لقيته
بالمأزمين ، فقالوا : برّ حجك يا آدم ، إنا قد حججنا قبلك بألفى عام [٢].
وعن ابن عباس ـ
رضى الله عنهما ـ مثله ، وزاد : قال : ما كنتم تقولون فى الطواف؟. قالوا : كنا
نقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، فأعلمناه ذلك ، فقال
آدم عليهالسلام : زيدوا فيها : ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فقال إبراهيم ـ
عليهالسلام ـ : زيدوا فيها : العلى العظيم. ففعلت الملائكة ـ عليهمالسلام ـ ذلك [٣].
وعن عثمان بن
ساج ، عن أبى إسحاق ، قال : بلغنى أن آدم ـ عليهالسلام ـ لما أهبطه الله تعالى ـ إلى الأرض حزن على ما فاته
مما كان يرى ويسمع فى الجنة من
[١]أخرجه ابن عساكر «مختصر
تاريخ دمشق ٤ / ٢٢٣» ، أخبار مكة للأزرقى ١ / ٤٤ موقوفا على عبد الله بن أبى
سليمان ، وفيه سليمان بن قسيم ، وقيل : ابن يسير ، أبو الصباح قال عنه ابن حجر فى
التقريب (٢٦٢٨) : ضعيف. ومثير الغرام الساكن (ص : ٣٧٤).