نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 86
الفصل العاشر
فى ذكر ما جاء فى حج آدم عليهالسلام ودعائه لذريته
عن عثمان بن
ساج ، قال : حدّثت أن آدم ـ عليهالسلام ـ خرج حتى قدم مكة ، فبنى البيت ، وأعانت له الملائكة ،
فلما فرغ من بنائه ، قال : أى رب ، إن لكل عامل أجرا ، وإن لى أجرا؟ قال : نعم ،
فاسألنى ، قال : أى رب ، تردنى من من حيث أخرجتنى. قال : نعم ، لك ذلك. قال : يا
رب ، ومن خرج إلى هذا البيت من ذريتى يقر على نفسه بمثل الذى أقررت من ذنوبى أن
تغفر له ، قال : نعم ، لك ذلك [١].
وعن أبى المليح
أنه قال : كان أبو هريرة ـ رضى الله عنه يقول : حج آدم ـ عليهالسلام ـ فقضى المناسك ، فلما فرغ من نسكه وقف فى الملتزم ، وقال : يا رب ، إن
لكل عامل أجرا ، قال : يا رب ، ولى أجر فبين لى أجرى. قال الله تعالى : نعم ، أما
أنت يا آدم فقد غفرت لك ، وأما ذريتك : فمن جاء منهم هذا البيت فباء بذنبه فقد
غفرت له على ما كان فيه ولا أبالى. فقال آدم : قد رضيت يا رب. فحج آدم ، فاستقبلته
الملائكة بالردم [٢] ، فقالوا : برّ حجك يا آدم ؛ إنا قد حججنا هذا البيت
قبلك بألفى عام. قال : فما كنتم تقولون حوله؟ قالوا : كنا نقول : سبحان الله
والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. فكان آدم إذا طاف يقول هذه الكلمات ،
وكان طواف آدم سبعة أسابيع بالليل ، وخمسة أسابيع بالنهار [٣].
قال نافع : كان
ابن عمر يفعل ذلك ؛ يعنى : طواف آدم.
[١] أورده ابن الجوزى
فى مثير الغرام (ص : ٢٤٩) ولم يعزه.
[٢] يقع هذا الردم فى
الجهة الشمالية الغربية من الحرم ، وكان بين باب بنى سهم (باب العمرة حاليا) ،
وباب إبراهيم ، وهذه المنطقة منطقة مرتفعة لا يعلوها السيل ؛ فهى عنه بمعزل ، ولا
أثر لهذا الردم فى الوقت الحاضر ؛ فكأنه دخل فى توسعات الحرم.