نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 302
وسبب الكراهة :
إما لكونه مأخوذا من الثرب وهو الفساد ، أو من التثريب وهو المؤاخذة بالذنب ، وكان
عليهالسلام يحب الاسم الحسن ؛ ولهذا سماها عليهالسلام طابة وطيبة لما فى اسم طيبة من معنى الطيب ـ وهو موجود فى المدينة حتى
ذكروا أنه توجد أبدا رائحة الجنة فى هوائها أو تربتها لموافقتها لقوله تعالى : (بِرِيحٍ
طَيِّبَةٍ)[١] ، أو لطهارتها من الكفر ؛ لقوله تعالى : (الطَّيِّباتُ
لِلطَّيِّبِينَ)[٢] الطيّب والطاب لغتان بمعنى واحد.
وعن أبى هريرة
ـ رضى الله عنه ـ قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أمرت بقرية تأكل القرى يقولون لها يثرب» [٣].
قال أبو عبيدة
معمر بن المثنى : يثرب اسم أرض ، ومدينة رسول الله صلىاللهعليهوسلم فى ناحية منها [٤].
وهى اليوم
معروفة بهذا الاسم ، وفيها نخيل كثيرة ملك لأهل المدينة ، وأوقاف للفقراء وغيرهم ،
وهى غربى مشهد أبى عمارة حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وشرقى الموضع المعروف بالبركة مصرف عين الأزرق الذى ينزلها الركب الشامى
فى وروده وصدوره ، ويسميها الحجاج عيون حمزة ، وكانت يثرب منازل بنى حارثة بن
الحارث بطن ضخم من الأوس.
وفى قوله :
تأكل القرى وجوه :
أحدها : أنها
مركز جيوش الإسلام فى أول الأمر ؛ فمنها فتحت القرى وغنمت أموالها وسباياها.
والثانى : أن
أكلها وميرتها تكون من القرى المفتتحة وإليها يساق غنائمها.
الثالث : أن
الإسلام يكون ابتداؤه من المدينة ثم يغلب على سائر القرى ويعلو على سائر الملك ؛
فكأنها أتت عليها [٥].