اعلم أن لهذه
البلدة الشريفة التى شرفها الله تعالى بالنبى الأمى صلىاللهعليهوسلم أسامى كثيرة وأعلاما منيرة ، وأن كثرة الأسامى تدل على
شرف المسمى ؛ فمنها : المدينة ، وطيبة ، وطابة ، وطيّبة ، والمسكينة ، وجابرة ،
والمجبورة ، والمرحومة ، والمحبة ، والمحبوبة ، والحبيبة ، والمحبّبة ، والقاصمة ،
والهزراء. ومن أسمائها الدار أيضا.
عن كعب الأحبار
قال : نجد فى كتاب الله الذى نزل على موسى عليهالسلام أن الله تعالى قال للمدينة : يا طيبة يا طابة يا مسكينة
، لا تقبلى الكنوز ، ارفعى أجاجيرك على أجاجير القرى [٢].
قيل : الإجّار
: المسطح بلغة أهل الحجاز والشام ، والجمع : أجاجير.
وقال عبد
العزيز بن محمد : بلغنى أن لها فى التوراة أربعين اسما.
وقد كره بعض
العلماء تسميتها يثرب ؛ والدليل على قولهم أن النبى صلىاللهعليهوسلم قال : «من سمّى المدينة يثرب فليستغفر الله ؛ هى طابة
هى طابة» [٣].
وتسميتها فى
القرآن يثرب ؛ حكاية عن قول من قالها من المنافقين والذين فى قلوبهم مرض [٤].
وحكى عن عيسى
بن دينار : من سماها يثرب كتب عليه خطيئة.
[١]للمدينة النبوية
أسماء كثيرة زادت عن مائة. انظر : سبل الهدى والرشاد ٣ / ٤١٤ ، والرحلة الحجازية
للنابلسى (ص : ٣٣٦) وقد نظمها شعرا. ووفاء الوفاء ١ / ٨ ـ ٢٧ ، وإعلام الساجد (ص :
٢٣٢) ، وأخبار المدينة لابن النجار (ص : ١١) ، ومئير الغرام (ص : ٤٥١).
[٢]أخرجه الهيثمى فى
مجمع الزوائد ٣ / ٣٠٠ ، وعزاه للطبرانى فى الكبير.
[٣]أخرجه : أحمد فى
مسنده ٤ / ٢٨٥ ، وأبو يعلى ٢ / ٢٩٠ ، ابن شبه فى أخبار المدينة ، والبخارى فى
تاريخه ، وابن زبالة ، وقال الهيثمى فى مجمع الزوائد ٣ / ٣٠٠ ، رجاله ثقات.