نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 211
فلم أستطع ، فحينا نراه مصليا ، وحينا نراه قارئا ، وحينا نراه مسبحا ، إلى
أن رقد ذات يوم ، فوقع فى المركب تهمة ، فجعل الناس يفتش بعضهم بعضا إلى أن بلغوا
إلى الفتى النائم ، فقال صاحب الصرّة : لم يكن أحد أقرب إلىّ من هذا الفتى النائم ،
فلما سمعت ذلك قمت فأيقظته ، فما كلمنى حتى توضأ للصلاة ، فصلى أربع ركعات ، ثم
قال لى : يا فتى ما تشاء؟ فقلت : إن تهمة وقعت فى المركب ، وإن الناس لم يزل يفتش
بعضهم بعضا حتى بلغوا إليك. فالتفت إلى صاحب الصرة ، وقال : هو كما يقول؟ قال :
نعم. لم يكن أحدا أقرب إلىّ منك ، فرفع الفتى يديه يدعو ، وخفت على أهل المركب من
دعائه ، وخيل إلينا أن كل حوت فى البحر قد خرجت. وفى فم كل حوت جوهرة. فقام الفتى
إلى جوهرة فى فم الحوت ، فأخذها وألقاها إلى صاحب الصرة ، وقال : فى هذه عوض عما
ذهب منك وأنت فى حلّ مما زاد.
وقال ابن خفيف
سمعت أبا الحسن المزين بمكة قال : كنت فى بادية تبوك فتقدمت إلى بئر لاستقى منها
فزلقت رجلى فوقعت فى جوف البئر ، فرأيت فى البئر زاوية واسعة فأصلحت موضعا وجلست
عليه ، وقلت : إن كان خرج منى شىء لا أفسد الماء على الناس ، وسكن قلبى ، فبينما
أنا قاعد وإذا بخشخشة ؛ فتأملت ، فإذا بأفعى تنزل علىّ ، فراجعت نفسى فإذا هى
ساكنة ، فنزل ودار بى ، ثم لف بى ذنبه فأخرجنى من البئر ، ثم حل عنى فلا أدرى أرض
ابتلعته أم سماء رفعته وقمت فمشيت [١].
وعن علىّ بن
سالم قال : سمعت سهل بن عبد الله [٢] يقول لأحمد بن سالم وكان قريب المغرب : اترك الحيل
والتدبير حتى نصلى العشاء بمكة!
وعن جعفر
الخلدى قال : حججت سنة من السنين فصحبنى بعض الصوفية
[١]الخبر فى المنتظم
١٣ / ٣٨٨ ، صفة الصفوة ٢ / ١٥٠ ، مثير الغرام الساكن (ص : ٤٠٧) ، وليت هذا الرجل
كما تورع عن أن يفسد على الناس ماءهم تورع أيضا عن أن يفسد عليهم دينهم بادعائه
عدم الخوف من ذلك الثعبان المبين ؛ وقد خاف من قبله كليم الله موسى عليهالسلام!! وكيف لا يخاف وهذا
من خصائص النفس البشرية.
[٢]هو : سهل بن عبد
الله بن يونس ، أبو محمد التسترى ، الصوفى الزاهد. (انظر ترجمته فى : سير أعلام
النبلاء ١٣ / ٣٣٠) ، والخبر فى مثير الغرام الساكن (ص : ٤٠٨).
نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 211