نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 212
وكان ممن يشار إليه بالعلم والمعرفة ، فأضافتنا الطريق إلى الجبل ، وكنا
جماعة ، فاستسقيناه ماء ولم يكن بالقرب ماء ، فأخذ ركوته ورمى بها إلى الجبل فسمعت
خرير الماء بأذنى حتى امتلأت الركوة ، فسقى الجماعة ، وكانت عينى إلى الموضع فلا
أرى للماء أثرا ولا شقا فى الجبل ، قال أبى : فسألت جعفرا عن هذا فقال : كرامة
الله لأوليائه [١].
وعن أبى تراب
النخشبى قال : كنت أنا وجماعة من أصحابى قد خرجنا من مكة فمضيت إلى طريق ومضوا على
طريق ، وكان قد أصابنا جوع شديد ، فلما افترقنا صاد أصحابى ظبيا فذبحوه وشووه فلما
جلسوا ليأكلوه إذا بنسر قد انقض عليهم واحتمل ربع الظبى ، قالوا : فأقبلنا ننظر
إليه ولا نقدر عليه ، قال أبو تراب : فلما اجتمعنا بمكة قلت لهم : أى شىء كان
خبركم بعدى؟ فأخبرونى بخبرهم وما كان من قصة الظبى ، فقلت لهم : إنى كنت سائرا
فإذا بنسر قد ألقى إلىّ ربع ظبى مشوى فأكلت ، وكان أكلنا فى وقت واحد [٢].
وعن جعفر
الخلدى قال سمعت إبراهيم الخواص [٣] يقول : إنى أعرف من طريق مكة ستة عشر طريقا منها طريقان
طريق ذهب وطريق فضة [٤].
وعن علىّ بن
محمد السروانى قال : سمعت إبراهيم الخواص يقول : سلكت البادية ستة عشر طريقا على
غير الجادة فأعجب ما رأيت فيها رجلا ليس له يدان ولا رجلان وعليه من البلاء أمر
عظيم وهو يزحف زحفا ، فتحيرت منه ، وسملت عليه فقال : وعليك السلام يا إبراهيم ،
قال : فقلت له : فبما عرفتنى ولم ترنى قبلها؟ قال : الذى جاء بك عرّف بينى وبينك ،
فقلت : صدقت ، إلى أين تريد؟ فقال : إلى مكة ، فقلت : من أين؟ قال : من بخارى ،
فبقيت متعجبا أنظر إليه ، فنظر إلىّ شزرا وقال : يا إبراهيم تعجب من قوى يحمل
ضعيفا ويرفق به؟! ثم