responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق    جلد : 1  صفحه : 207

النوع الثانى من الفصل الحادى والأربعين

فى ذكر من آثر أهل الفاقة بنفقة الحج ولم يحج

فبعث الله تعالى ملكا فحج عنه

عن عبد الله بن المبارك [١] رحمه الله قال : كان بعض المتقدمين قد حبب إليه الحج ، قال : فحدث عنه أنه قال : ورد الحاجّ فى بعض السنين إلى بغداد فعزمت على الخروج معهم إلى الحج فأخذت فى كمى خمسمائة دينار وخرجت إلى السوق أشترى بها آلة الحج ، فبينا أنا فى الطريق فعارضتنى فى الطريق امرأة فقالت : رحمك الله أنا امرأة شريفة ولى بنات عراة واليوم الرابع ما أكلنا شيئا ، قال : فوقع كلامها فى قلبى فطرحت الخمسمائة دينار فى طرف إزارها ، وقلت : عودى إلى بيتك واستعينى بهذه الدنانير على وقتك ، فحمدت الله تعالى وانصرفت ، ونزع الله من قلبى حلاوة الخروج فى تلك السنة ، وخرج الناس وحجوا وعادوا ، فقلت : أخرج للقاء الأصدقاء والسلام عليهم ، فخرجت ، فكلما لقيت صديقا سلمت عليه وقلت له : تقبل الله حجك وشكر سعيك يقول لى : وأنت تقبل الله حجك وشكر سعيك ، فطال علىّ ذلك فلما إن كانت تلك الليلة رأيت النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى المنام فقال لى : يا فلان لا تعجب من تهنئة الناس لك بالحج ؛ أغثت ملهوفا وأعنته ، فسألت الله تعالى فخلق فى صورتك ملكا فهو يحج عنك فى كل عام فإن شئت حج وإن شئت لا تحج.

وقال أبو سعيد بن عبد الملك بن أبى عثمان الواعظ أن عبد الله بن المبارك دخل الكوفة وهو يريد الحج وإذا بامرأة جالسة على مزبلة تنتف بطة فوقع فى نفسه أنها ميتة ، فوقف وقال : يا هذه أهذه ميتة أم مذبوحة؟ قالت : ميتة وأنا أريد أكلها وعيالى. فقال : إن الله قد حرم الميتة وأنت فى هذه البلد ، فقالت : يا هذا انصرف


[١]هو : عبد الله بن المبارك ، أبو عبد الرحمن المروزى ؛ جمع بين العلم والزهد والجهاد. (انظر ترجمته فى سير أعلام النبلاء ٨ / ٣٧٨) ، والخبر فى مثير الغرام الساكن (ص : ٣٦٨).

نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست