نام کتاب : إثارة التّرغيب والتّشويق إلى المساجد الثّلاثة والبيت العتيق نویسنده : الخوارزمي، محمد بن إسحاق جلد : 1 صفحه : 103
فى مسجد منى ، فإن استطعت أن لا تفوتك الصلاة فى مسجد منى فافعل [١].
وعن موسى بن
عبيدة ، قال : لما أمر الله إبراهيم بالأذان فى الناس بالحج استدار بالأرض ، فدعا
فى كل وجهة : يا أيها الناس أجيبوا ربكم وحجوا. قال : فلبى الناس من كل مشرق ومغرب
، وتطأطأت الجبال حتى بعد صوته [٢].
وقال ابن عطاء
: (وَأَرِنا مَناسِكَنا)[٣] ؛ أى أبرزها لنا وعلّمناه.
وقال مجاهد :
أرنا مناسكنا ، أى : مذابحنا.
وعن محمد بن
إسحاق ، قال : حدثنى بعض أهل العلم أن عبد الله بن الزّبير قال لعبيد بن عمير
الليثى : كيف بلغك أن إبراهيم عليهالسلام دعا إلى الحج؟ قال : بلغنى أنه لما رفع إبراهيم القواعد
وإسماعيل انتهى إلى ما أراد الله تعالى من البناء وحضر الحج استقبل اليمن ، فدعا
إلى الله تعالى وإلى حج بيته ، فأجيب أن لبيك لبيك ، ثم استقبل المشرق ، فدعا إلى
الله تعالى وإلى حج بيته ، فأجيب لبيك لبيك ، وإلى المغرب بمثل ذلك ، وإلى الشام
بمثل ذلك ، ثم حج إبراهيم ومعه من المسلمين من جرهم وهم سكان الحرم يومئذ مع
إسماعيل وهم أصهاره ، وصلى بهم الظهر والعصر والمغرب والعشاء بمنى ، ثم بات بهم
بها حتى أصبح وصلى بهم الغداة ، ثم غدا بهم إلى نمرة فقام بهم هنالك ، حتى إذا
مالت الشمس جمع بين الظهر والعصر بعرفة فى مسجد إبراهيم ، ثم راح بهم إلى الموقف
من عرفة فوقف بهم ـ وهو الموقف من عرفة الذى يقف عليه الإمام ـ يريه ويعلمه ، فلما
غربت الشمس دفع به وبمن معه حتى أتى المزدلفة ، فجمع بين الصلاتين المغرب والعشاء
الآخرة ، ثم بات بها حتى إذا طلع الفجر صلى بهم صلاة الغداة ، ثم وقف به على قزح
من المزدلفة وبمن معه ، وهو الموقف الذى يقف به الإمام ، حتى إذا أسفر غير مشرق
دفع به وبمن معه يريه ويعلمه كيف يرمى الجمار ، حتى فرغ له من الحج كله ، وأذن به
فى الناس ، ثم انصرف إبراهيم راجعا إلى الشام فتوفى بها صلوات