نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 576
تقدير الضاحك في القضية السالفة ، إن [ذهنيا][١] وإن خارجيّا ، يجب أن يكون ضاحكا ، يتبين ذلك ، أن
العقل ، إنما يوجب كون الضاحك إنسانا من حيث اعتبار كونه خاصا ، يكون مفهومه
مفهوما مجموعا من صفة مخصوصة وموصوف مخصوص ، وتحقق المجموع بدون ما هو جزء له
ممتنع ، فيوجب مع الضاحك ، متى فرض تحقق له ، ذهني أو خارجي ، تحققا لإنسان ذهنيا
أو خارجيا ، ومتى فرض العقل للضاحك تحققا كيف كان ، أفاده ذلك أن إنسانا ما يجب أن
يكون ضاحكا ، من حيث إن جزء المتحقق ، باعتبار كونه جزءا من المتحقق ، يستلزم في
تحققه ذلك ، امتناع الانفكاك عن الجزء الآخر ، لكونه مأخوذا معه في اعتبار التحقق.
وإنسان ما جزء
من الضاحك [المفروض تحققه][٢] ، فيجب امتناع تحققه بدون ما يقوم المجموع ، الذي هو
مفهوم الضاحك ، المتركب من الصفة والموصوف ، لكونه مأخوذا مع الضاحك في تحققه ،
أعني تحقق الضاحك ، فالجهة كما ترى تتحد عند العقل في القضيتين ، وخ خ كل ضاحك
إنسان بالوجوب إنسان ما ، أو خ خ بعض الأناسي ضاحك بالوجوب.
وبيان وجه
التغليط في الصورة الثالثة هو [أنا متى][٣] قلنا : بعض الأناسي ضاحك بالإمكان الخاص ، لم يكن
المعنى : أن الضاحك لا يجب لإنسان ، عند فرض وجود ضحك في الدنيا ، مثلا كالقائم :
حيث لا يجب لإنسان عند فرض وجود قيام في الدنيا ، وإنما المعنى : أن الضاحك لا يجب
لإنسان ، بشرط أن لا يفرض وجود للضحك ، كما لا يفرض له عدم ، أما إذا فرض وجود له
، وجب الضاحك للإنسان لا محالة ، وكيف لا يجب ، والكلام مفروض في أن الضحك خاص
بالإنسان؟ وقولنا : إن ضاحكا خ خ إنسان لا يرد إلا على فرض وجود الضحك. فالجهتان
لا تختلفان إلا لاختلاف فرضي الضحك بالحاصل ، إن قولنا : خ خ بعض الأناسي ضاحك
بالإمكان الخاص ، ليس عكسه :