نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 575
الضاحكية مع عدم الإنسانية في قولك : خ خ لا ضاحك بإنسان ، يمتنع ،
لاستلزامه عندهم نفي الإنسان مع إثباته ؛ لكون الكلام مفروضا في الخاص المفارق؟
وأليسوا على أن الجهة في قولك : خ خ الضاحك إنسان ، جهة وجوب معلومة بضرورة العقل
، وفي قولك : خ خ الإنسان ضاحك ، جهة إمكان عام لا يعلم العقل منه إلا ذلك القدر ،
ولذلك يمتنع أن يعرف أن في الوجود ضاحكا مع الشك في وجود الضاحك؟ وأليسوا على أنك
تصدق إذا قلت : خ خ الإنسان يمكن أن يكون ضاحكا بالإمكان الخاص وتكذب : إن قلت : خ
خ الضاحك يمكن أن يكون إنسانا بالإمكان الخاص؟.
قلت :
للمتقدمين أن يقولوا هذه تغليطات ، من حق المتأمل المتفطن أن لا يلتبس عليه وجه
الصواب فيها.
بيان وجه
التغليط في الصورة الأولى هو أنك إذا قلت : خ خ لا إنسان بضاحك ، في معنى إثبات
الإنسان ونفي الضاحك : إما أن يكون نفي الضاحك مع اعتبار كونه خاصا للإنسان أولا ،
فإن كان الثاني ، كان دعوى امتناع : خ خ لا ضاحك بإنسان ، كاذبة عند كل عاقل متفطن
بلا ريبة ، وإن كان الأول ، كان في قولنا : لا إنسان بضاحك ، عند تلخيص معنى
الضاحك ، نازلا منزلة لا إنسان بإنسان ضاحك ، ويكون حاصل معنى الكلام : خ خ في
الوجود إنسان لا إنسان ضاحك ، مستفادا منه عقلا : خ خ في الوجود إنسان ، بوصف
الإطلاق. خ خ لا إنسان ضاحك ، بالتقييد.
ودعوى امتناع
عكس هذا دعوى غير محصل ؛ لأنه متى صح أن يقال : خ خ في الوجود إنسان بوصف الإطلاق
، لا إنسان يوصف بوصف الإطلاق.
وبيان وجه
التغليط في الصورة الثانية : هو أنا إذا قلنا : الجهة في الأصل والعكس لا تتغير ،
كان المراد : أن الجهة متى اتصفت عند العقل بوجوب أو امتناع أو ضرورة في موضع ،
أصلا كان ذلك الموضع أو عكسا ، أفاد اتصافها ، في أيهما كان عنده شيء من ذلك ،
اتصافها به في صاحبه ، مستويان في العلم باشتراكهما في تلك الجهة. فإذا علم العقل
أن كل ضاحك يجب أن يكون إنسانا ، أفاده ذلك العلم أن إنسانا ما ، بحسب
نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 575