وغير المعقد هو
: أن يفتح صاحبه لفكرتك الطريق المستوي ويمهده ، وإن كان في معاطف نصب عليه المنار
، وأوقد الأنوار ، حتى تسلكه سلوك المتبين لوجهته ، وتقطعه قطع الواثق بالنجح [٣] في طيته.
أنموذج قرآني :
وإذ قد وقفت
على البلاغة ، وعثرت على الفصاحة المعنوية واللفظية ، فأنا أذكر على سبيل الأنموذج
آية أكشف لك فيها عن وجوه البلاغة والفصاحتين ، ما عسى يسترها عنك ، ثم إن ساعدك
الذوق أدركت منها ما قد أدرك من تحدوا بها ، وهي قوله ، علت كلمته : (وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا
سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى
الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[٤].
والنظر في هذه
الآية من أربع جهات : من جهة علم البيان ، ومن جهة علم المعاني ، وهما مرجعا البلاغة.
ومن جهة الفصاحة المعنوية ومن جهة الفصاحة اللفظية.
[١] أورده عبد القاهر
الجرجاني في دلائل الإعجاز ص ٨٤ وعزاه للفرزدق ، وبدر الدين بن مالك في المصباح ص
١٦٠.
[٢] أورده عبد القاهر
الجرجاني في دلائل الإعجاز ص ٨٤ وعزاه لأبي تمام ، وبدر الدين بن مالك في المصباح
ص ١٦٠.
[٣] لعل المثبت هو
الصواب ، وفي (ط) (البجح) بالباء الموحدة ، والجيم وفي (د) بالموحدة والحاء
المهملة.