نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 526
وقضينا الوطر عن كمال الاطلاع على هذه المقاصد ، فنقول :
تعريف البلاغة :
البلاغة هي
بلوغ المتكلم في تأدية المعاني حدّا له اختصاص بتوفية خواص التراكيب حقها ، وإيراد
أنواع التشبيه والمجاز والكناية على وجهها ، ولها ، أعني البلاغة ، طرفان : أعلى
وأسفل ، متباينان تباينا لا يتراءى له ناراهما ، وبينهما مراتب ، تكاد تفوت الحصر
، متفاوتة ؛ فمن الأسفل تبتدىء البلاغة ، وهو القدر الذي إذا نقص منه شيء التحق
ذلك الكلام بما شبهناه به في صدر الكتاب من أصوات الحيوانات ، ثم تأخذ في التزايد
متصاعدة إلى أن تبلغ حد الإعجاز وهو الطرف الأعلى وما يقرب منه. واعلم أن شان
الإعجاز عجيب يدرك ولا يمكن وصفه ، كاستقامة الوزن : تدرك ولا يمكن وصفها ،
وكالملاحة.
ومدرك الإعجاز
عندي هو : الذوق ليس إلا ، وطريق اكتساب الذوق : طول خدمة هذين العلمين.
نعم ، للبلاغة
وجوه [متلثمة][١] ، ربما تيسرت إماطة اللثام عنها ، لتجلى عليك ، أما نفس
وجه الإعجاز فلا.
الفصاحة :
وأما الفصاحة
فهي قسمان : راجع إلى المعنى ، وهو خلوص الكلام عن التعقيد ، وراجع إلى اللفظ ،
وهو أن تكون الكلمة عربية أصلية ، وعلامة ذلك أن تكون على ألسنة الفصحاء من العرب
، الموثوق بعربيتهم ، أدور ، واستعمالهم لها أكثر ، لا مما أحدثها المولدون ، ولا
مما أخطأت فيه العامة ؛ وأن تكون أجرى على قوانين اللغة ، وأن تكون سليمة عن
التنافر.
والمراد بتعقيد
الكلام هو : أن يعثر صاحبه فكرك في متصرفه ، ويشيك طريقك إلى