نام کتاب : مفتاح العلوم نویسنده : السّكّاكي جلد : 1 صفحه : 525
الإفادة بالنفس عن الغير ؛ والثاني : هو المجاز في المفرد ، وأنه مفتقر إلى
نصب دلالة مانعة عن إرادة معنى الكلمة. والثالث : هو الكناية ، ولا بد من دلالة
حال.
والحقيقة في
المفرد والكناية تشتركان في كونهما حقيقتين ، ويفترقان في التصريح [وعدم التصريح][١] ، وغير معناها في المجاز : إما أن يقدر قائما مقام
معناها بوساطة المبالغة في التشبيه ، أو لا يقدر ؛ والأول : هو الاستعارة ،
والثاني : هو المجاز المرسل ؛ والمذكور في الاستعارة ، إما أن يكون : هو المشبه به
، أو المشبه ، والأول هو الاستعارة بالتصريح ، والثاني ؛ هو الاستعارة بالكناية.
وقرينتها أن يثبت للمشبه أو ينسب إليه ما هو مختص بالمشبه به ؛ والمشبه به المذكور
في الاستعارة بالتصريح ، إما أن يكون : مشبهه المتروك شيئا له تحقق ، أو شيئا لا
تحقق له ، والأول : الاستعارة التحقيقية ، والثاني : التخييلية.
والكلمة إذا
أسندت فإسنادها بحسب رأي الأصحاب دون رأينا ، إما أن يكون على وفق عقلك وعلمك ، أو
لا يكون ؛ والأول هو الحقيقة في الجملة ، والثاني هو المجاز فيها. ثم إن الحقيقة
في الجملة : إما أن تكون مقرونة بإفادة مستلزم ، أو لا تكون.
والأولى :
داخلة في الكناية ، والثانية : داخلة في التصريح.
البلاغة :
وإذ قد عرفنا
الحقيقة في المفرد وفي الجملة ؛ وعرفنا فيهما التصريح والكناية ، وعرفنا المجاز في
المفرد وفي الجملة ؛ وعرفنا تنوع الكناية إلى : تعريض ، وتلويح ، ورمز ، وإيماء ،
وإشارة ، وعرفنا تنوع المجاز إلى مرسل مفيد ، وغير مفيد ، وإلى استعارة مصرح بها ،
ومكنى عنها ؛ وعرفنا ما يتصل بذلك من التحقيقية ، والتخييلية ، والقطعية ،
والاحتمالية ، ومن الأصلية ، والتبعية ، على رأي الأصحاب ، دون رأينا ، على ما
تقدم ، والمجردة ، والمرشحة ؛ وحصل لنا العلم بتفاوت التشبيه في باب المبالغة إلى
الضعف والقوة ، وإلى كونه تشبيها مرسلا ، وكونه تمثيلا ساذجا ، وكونه تمثيلا
بالاستعارة ، وكونه مثلا ،